مَنَارًا، فَإِنَّ الْمَعْرُوفَ يَبْقَى أَجْرُهُ وَذِكْرُهُ، وَضَعُوا مَعْرُوفَكُمْ عِنْدَ ذَوِي الْأَحْسَابِ، فَإِنَّهُمْ أَصْوَنُ لَهُ وَأَشْكَرُ لِمَا يُؤْتَى إِلَيْهِمْ مِنْهُ، وَتَمَغَّدُوا ذُنُوبَ أَهْلِ الذُّنُوبِ، فَإِنِ اسْتَقَالُوا فَأَقِيلُوا، وَإِنْ عَادُوا فَانْتَقِمُوا.
وَلَمَّا تُوُفِّيَ دُفِنَ خَارِجَ بَابِ الْجَابِيَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْوَلِيدُ، فَتَمَثَّلَ هِشَامٌ: فَمَا كَانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ وَاحِدٍ وَلَكِنَّهُ بُنْيَانُ قَوْمٍ تَهَدَّمَا
فَقَالَ الْوَلِيدُ: اسْكُتْ، فَإِنَّكَ تَتَكَلَّمُ بِلِسَانِ شَيْطَانٍ، أَلَا قُلْتَ كَمَا قَالَ أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ: إِذَا مُقْرَمٌ مِنَّا ذَرَا حَدُّ نَابِهِ تَخَمَّطَ مِنَّا نَابُ آخَرَ مُقْرَمِ
وَقِيلَ: إِنَّ سُلَيْمَانَ تَمَثَّلَ بِالْبَيْتِ الْأَوَّلِ. وَهُوَ الصَّحِيحُ ; لِأَنَّ هِشَامًا كَانَ صَغِيرًا لَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً. وَقَدْ رَثَى الشُّعَرَاءُ عَبْدَ الْمَلِكِ، كُثَيِّرُ عَزَّةَ وَغَيْرُهُ، فَمِمَّا قِيلَ فِيهِ: سَقَاكَ ابْنَ مَرْوَانٍ مِنَ الْغَيْثِ مُسْبِلُ أَجَشُّ شَمَالِيٌّ يَجُودُ وَيَهْطِلُ فَمَا فِي حَيَاةٍ بَعْدَ مَوْتِكَ رَغْبَةٌ لِحُرٍّ وَإِنْ كُنَّا الْوَلِيدَ نُؤَمَّلُ
ذِكْرُ نَسَبِهِ وَأَوْلَادِهِ وَأَزْوَاجِهِ
أَمَّا نَسَبُهُ فَهُوَ أَبُو الْوَلِيدِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ.
وَأُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ.
وَأَمَّا أَوْلَادُهُ وَأَزْوَاجُهُ فَمِنْهُمْ: الْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، وَمَرْوَانُ الْأَكْبَرُ دَرَجَ، وَعَائِشَةُ، أُمُّهُمْ وَلَّادَةُ بِنْتُ الْعَبَّاسِ بْنِ جَزْءِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ الْعَبْسِيَّةُ. وَمِنْهُمْ: يَزِيدُ، وَمَرْوَانُ، وَمُعَاوِيَةُ دَرَجَ، وَأُمُّ كُلْثُومٍ، وَأُمُّهُمْ عَاتِكَةُ ابْنَةُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. وَمِنْهُمْ هِشَامٌ، وَأُمُّهُ أُمُّ هِشَامٍ بِنْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيَّةُ، وَاسْمُهَا عَائِشَةُ، وَمِنْهُمْ أَبُو بَكْرٍ، وَهُوَ بَكَّارٌ، أُمُّهُ عَائِشَةُ بِنْتُ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ. وَمِنْهُمُ الْحَكَمُ دَرَجَ، أُمُّهُ أُمُّ أَيُّوبَ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ. وَمِنْهُمْ فَاطِمَةُ بِنْتُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute