للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَبِهِ رَمَقٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ يُرِيدُ بِالْمُسْلِمِينَ سُوءًا فَأَلْحِقْهُ بِهِ وَهِضْهُ فَقَدْ هَاضَنِي.

وَمَرَّ يَزِيدُ فِي طَرِيقِهِ بِالْهُذَيْلِ بْنِ زُفَرَ بْنِ الْحَارِثِ، وَكَانَ يَخَافُهُ، فَلَمْ يَشْعُرِ الْهُذَيْلُ إِلَّا وَقَدْ دَخَلَ يَزِيدُ وَدَعَا بِلَبَنٍ فَشَرِبَهُ، فَاسْتَحْيَا مِنْهُ الْهُذَيْلُ وَعَرَضَ عَلَيْهِ خَيْلَهُ وَغَيْرَهَا، فَلَمْ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا.

وَقِيلَ فِي سَبَبِ خَوْفِ ابْنِ الْمُهَلَّبِ مِنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مَا يَأْتِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

ذِكْرُ وَفَاةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ

قِيلَ: تُوُفِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي رَجَبٍ سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، وَكَانَتْ شَكْوَاهُ عِشْرِينَ يَوْمًا، وَلَمَّا مَرِضَ، قِيلَ لَهُ: لَوْ تَدَاوَيْتَ. قَالَ: لَوْ كَانَ دَوَائِي فِي مَسْحِ أُذُنِي مَا مَسَحْتُهَا، نِعْمَ الْمَذْهُوبُ إِلَيْهِ رَبِّي، وَكَانَ مَوْتُهُ بِدَيْرِ سَمْعَانَ، وَقِيلَ: بِخُنَاصِرَةَ، وَدُفِنَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ. وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ سَنَتَيْنِ وَخَمْسَةَ أَشْهُرٍ، وَكَانَ عُمُرُهُ تِسْعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً وَأَشْهُرًا، وَقِيلَ: كَانَ عُمُرُهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَأَشْهُرًا، وَكَانَتْ كُنْيَتُهُ أَبَا حَفْصٍ، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ: أَشُجُّ بَنِي أُمَيَّةَ، وَكَانَ قَدْ رَمَحَتْهُ دَابَّةٌ مِنْ دَوَابِّ أَبِيهِ: فَشَجَّتْهُ وَهُوَ غُلَامٌ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّهِ، فَضَمَّتْهُ إِلَيْهَا وَعَذَلَتْ أَبَاهُ وَلَامَتْهُ حَيْثُ لَمْ يَجْعَلْ مَعَهُ حَاضِنًا، فَقَالَ لَهَا عَبْدُ الْعَزِيزِ: اسْكُتِي يَا أُمَّ عَاصِمٍ، فَطُوبَاكِ إِنْ كَانَ أَشُجَّ بَنِي أُمَيَّةَ.

قَالَ مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لَمَّا وَضَعْتُ الْوَلِيدَ فِي حُفْرَتِهِ نَظَرْتُ فَإِذَا وَجْهُهُ قَدِ اسْوَدَّ، فَإِذْ مِتُّ وَدُفِنْتُ فَاكْشِفْ عَنْ وَجْهِي، فَفَعَلْتُ فَرَأَيْتُهُ أَحْسَنَ مِمَّا كَانَ أَيَّامَ تَنَعُّمِهِ.

وَقِيلَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: يَا لَيْتَ شِعْرِي مِنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ، فِي وَجْهِهِ عَلَامَةٌ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>