شَعْبَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ أَيْضًا، وَكَانَتْ وِلَايَتُهُ أَرْبَعَ سِنِينَ وَأَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ، وَلَمَّا مَاتَ اسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بِشْرُ بْنُ صَفْوَانَ يَحْيَى بْنَ سَلَمَةَ الْكَلْبِيَّ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سَبْعٍ أَيْضًا.
ذِكْرُ حَالِ الدُّعَاةِ لِبَنِي الْعَبَّاسِ
قِيلَ: وَفِيهَا وَجَّهَ بُكَيْرُ بْنُ مَاهَانَ: أَبَا عِكْرِمَةَ، وَأَبَا مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ، وَمُحَمَّدَ بْنَ خُنَيْسٍ، وَعَمَّارًا الْعَبَّادِيَّ، وَزِيَادًا خَالَ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِ، فِي عِدَّةٍ مِنْ شِيعَتِهِمْ دُعَاةً إِلَى خُرَاسَانَ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ إِلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَوَشَى بِهِمْ إِلَيْهِ، فَأُتِيَ بِأَبِي عِكْرِمَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ خُنَيْسٍ، وَعَامَّةِ أَصْحَابِهِ، وَنَجَا عَمَّارٌ، فَقَطَعَ أَسَدٌ أَيْدِي مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ وَصَلَبَهُمْ، وَأَقْبَلَ عَمَّارٌ إِلَى بُكَيْرِ بْنِ مَاهَانَ، فَأَخْبَرَهُ [الْخَبَرَ] ، فَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ بِذَلِكَ، فَأَجَابَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَّقَ دَعْوَتَكُمْ وَمَقَالَتَكُمْ، وَقَدْ بَقِيَتْ مِنْكُمْ قَتْلَى، سَتُقْتَلُ.
وَفِيهَا قَدِمَ مُسْلِمُ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، فَكَانَ أَسَدٌ يُكْرِمُهُ بِخُرَاسَانَ وَلَمْ يَعْرِضْ لَهُ، فَقَدِمَ مُسْلِمٌ وَابْنُ هُبَيْرَةَ يُرِيدُ الْهَرَبَ، فَنَهَاهُ عَنْ ذَلِكَ، وَقَالَ: إِنِ الْقَوْمَ فِينَا أَحْسَنُ رَأْيًا مِنْكُمْ فِيهِمْ.
وَفِيهَا غَزَا أَسَدٌ جِبَالَ نَمِرُونَ مَلِكِ غَرْشِسْتَانَ مِمَّا يَلِي جِبَالَ الطَّالْقَانِ، فَصَالَحَهُ نَمِرُونَ وَأَسْلَمَ عَلَى يَدِهِ، وَهُمُ [الْيَوْمَ] يَتَوَلَّوْنَ الْيَمَنَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute