عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ أَبُو مُطَرِّفٍ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الرُّومَ مِمَّا يَلِي الْجَزِيرَةَ فَفَتَحَ قَيْسَارِيَّةَ، وَهِيَ مَدِينَةٌ مَشْهُورَةٌ. وَفِيهَا أَيْضًا غَزَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ فَفَتَحَ حِصْنًا مِنْ حُصُونِ الرُّومِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ بُكَيْرُ بْنُ مَاهَانَ إِلَى خُرَاسَانَ جَمَاعَةٌ مِنْ شِيعَةِ بَنِي الْعَبَّاسِ، مِنْهُمْ عَمَّارٌ الْعَبَّادِيُّ، فَسَعَى بِهِمْ رَجُلٌ إِلَى أَسَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَمِيرِ خُرَاسَانَ، فَأَخَذَ عَمَّارًا فَقَطَعَ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، وَنَجَا أَصْحَابُهُ فَوَصَلُوا إِلَى بُكَيْرٍ، فَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَجَابَهُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَّقَ دَعْوَتَكُمْ وَنَجَّى شِيعَتَكُمْ، وَقَدْ تَقَدَّمَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ ذِكْرُ هَذِهِ الْقِصَّةِ. وَفِيهَا: أَنَّ عَمَّارًا نَجَا، وَفِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ: أَنَّ عَمَّارًا قُطِعَ، فَلِهَذَا أَعَدْنَا ذِكْرَهَا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَفِيهَا وَقَعَ الْحَرِيقُ بِدَابِقٍ فَاحْتَرَقَ الْمَرْعَى وَالدَّوَابُّ وَالرِّحَالُ. وَفِيهَا سَارَ ابْنُ خَاقَانَ مَلِكُ التُّرْكِ إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، فَحَصَرَ بَعْضَ مُدُنِهَا، فَسَارَ إِلَيْهِ الْحَارِثُ بْنُ عَمْرٍو الطَّائِيُّ، فَالْتَقَوْا، فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ التُّرْكُ، وَتَبِعَهُمُ الْحَارِثُ حَتَّى عَبَرَ نَهْرَ أُرْسٍ، فَعَادَ إِلَيْهِ ابْنُ خَاقَانَ، فَعَاوَدَ الْحَرْبَ أَيْضًا، فَانْهَزَمَ ابْنُ خَاقَانَ، وَقُتِلَ مِنَ التُّرْكِ خَلْقٌ كَثِيرٌ.
وَفِيهَا خَرَجَ عِبَادٌ الرُّعَيْنِيُّ بِالْيَمَنِ مُحَكِّمًا، فَقَتَلَهُ أَمِيرُهَا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ، وَقَتَلَ أَصْحَابَهُ. وَكَانُوا ثَلَاثَمِائَةٍ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute