للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَلِكُ الْخَزَرِ أَصْحَابَهُ، فَقَالُوا: إِنَّ هَذَا قَدِ اغْتَرَّكَ وَدَخَلَ بِلَادَكَ، فَإِنْ أَقَمْتَ إِلَى أَنْ تَجْمَعَ لَمْ يَجْتَمِعْ عِنْدَكَ إِلَى مُدَّةٍ فَيَبْلُغُ مِنْكَ مَا يُرِيدُ، وَإِنْ أَنْتَ لَقِيتَهُ عَلَى حَالِكَ هَذِهِ هَزَمَكَ وَظَفِرَ بِكَ، وَالرَّأْيُ أَنْ تَتَأَخَّرَ إِلَى أَقْصَى بِلَادِكَ وَتَدَعَهُ وَمَا يُرِيدُ. فَقَبِلَ رَأْيَهُمْ وَسَارَ حَيْثُ أَمَرُوهُ.

وَدَخَلَ مَرْوَانُ الْبِلَادَ وَأَوْغَلَ فِيهَا وَأَخْرَبَهَا وَغَنِمَ وَسَبَى وَانْتَهَى إِلَى آخِرِهَا، وَأَقَامَ فِيهَا عِدَّةَ أَيَّامٍ حَتَّى أَذَلَّهُمْ وَانْتَقَمَ مِنْهُمْ، وَدَخَلَ بِلَادَ مَلِكِ السَّرِيرِ فَأَوْقَعَ بِأَهْلِهِ، وَفَتَحَ قِلَاعًا، وَدَانَ لَهُ الْمَلِكُ وَصَالَحَهُ عَلَى أَلْفِ رَأْسٍ وَخَمْسِمِائَةِ غُلَامٍ وَخَمْسِمِائَةِ جَارِيَةٍ سُودِ الشُّعُورِ وَمِائَةِ أَلْفِ مُدْيٍ تُحْمَلُ إِلَى الْبَابِ، وَصَالَحَ مَرْوَانُ أَهْلَ تُومَانَ عَلَى مِائَةِ رَأْسٍ نِصْفَيْنِ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ مُدْيٍ، ثُمَّ دَخَلَ أَرْضَ زِرِيكِرَانَ، فَصَالَحَهُ مَلِكُهَا، ثُمَّ أَتَى إِلَى أَرْضِ حَمْزِينَ، فَأَبَى حَمْزِينُ أَنْ يُصَالِحَهُ، فَحَصَرَهُمْ فَافْتَتَحَ حِصْنَهُمْ، ثُمَّ أَتَى سُغْدَانَ فَافْتَتَحَهَا صُلْحًا، وَوَظَّفَ عَلَى طَيْرِ شَانْشَاهَ عَشَرَةَ آلَافِ مُدْيٍ كُلَّ سَنَةٍ تُحْمَلُ إِلَى الْبَابِ، ثُمَّ نَزَلَ عَلَى قَلْعَةِ صَاحِبِ اللَّكْزِ، وَقَدِ امْتَنَعَ مِنْ أَدَاءِ الْوَظِيفَةِ، فَخَرَجَ مَلِكُ اللَّكْزِ يُرِيدُ مَلِكُ الْخَزَرِ، فَقَتَلَهُ رَاعٍ بِسَهْمٍ وَهُوَ لَا يَعْرِفُهُ، فَصَالَحَ أَهْلُ اللَّكْزِ مَرْوَانَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَامِلًا، وَسَارَ إِلَى قَلْعَةِ شَرْوَانَ، وَهِيَ عَلَى الْبَحْرِ، فَأَذْعَنَ بِالطَّاعَةِ، وَسَارَ إِلَى الدُّودَانِيَّةِ فَأَوْقَعَ بِهِمْ ثُمَّ عَادَ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

(فِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ الصَّائِفَةَ الْيُسْرَى، فَأَصَابَ رَبَضَ أَقْرَنَ، وَإِنَّ عَبْدَ اللَّهِ الْبَطَّالَ الْتَقَى هُوَ وَقُسْطَنْطِينُ فِي جَمْعٍ، فَهَزَمَهُمُ الْبَطَّالُ وَأَسَرَ قُسْطَنْطِينَ.

وَفِيهَا غَزَا سُلَيْمَانُ بْنُ هِشَامٍ الصَّائِفَةَ الْيُمْنَى، فَبَلَغَ قَيْسَارِيَّةَ) .

<<  <  ج: ص:  >  >>