للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَقِيلَ: إِنَّ مَعْنَ بْنَ زَائِدَةَ ضَرَبَ قَحْطَبَةَ لَمَّا عَبَرَ الْفُرَاتَ عَلَى حَبْلِ عَاتِقِهِ فَسَقَطَ فِي الْمَاءِ فَأَخْرَجُوهُ، فَقَالَ: شُدُّوا يَدَيَّ إِذَا مِتُّ وَأَلْقُونِي فِي الْمَاءِ لِئَلَّا يَعْلَمَ النَّاسُ بِقَتْلِي.

وَقَاتَلَ أَهْلُ خُرَاسَانَ فَانْهَزَمَ مُحَمَّدُ بْنُ نَبَاتَةَ وَأَهْلُ الشَّامِ، وَمَاتَ قَحْطَبَةُ، وَقَالَ قَبْلَ مَوْتِهِ: إِذَا قَدِمْتُمُ الْكُوفَةَ فَوَزِيرُ آلِ مُحَمَّدٍ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلَّالُ فَسَلِّمُوا هَذَا الْأَمْرَ إِلَيْهِ.

وَقِيلَ: بَلْ غَرِقَ قَحْطَبَةُ.

وَلَمَّا انْهَزَمَ ابْنُ نَبَاتَةَ وَحَوْثَرَةُ لَحِقُوا بِابْنِ هُبَيْرَةَ، فَانْهَزَمَ ابْنُ هُبَيْرَةَ بِهَزِيمَتِهِمْ، وَلَحِقُوا بِوَاسِطَ وَتَرَكُوا عَسْكَرَهُمْ وَمَا فِيهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالسِّلَاحِ وَغَيْرِ ذَلِكَ. وَلَمَّا قَامَ الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ بِالْأَمْرِ أَمَرَ بِإِحْصَاءِ مَا فِي الْعَسْكَرِ.

وَقِيلَ: إِنَّ حَوْثَرَةَ كَانَ بِالْكُوفَةِ فَبَلَغَهُ هَزِيمَةُ ابْنِ هُبَيْرَةَ فَسَارَ إِلَيْهِ فِيمَنْ مَعَهُ.

ذِكْرُ خُرُوجِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ بِالْكُوفَةِ مُسَوِّدًا

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيُّ بِالْكُوفَةِ وَسَوَّدَ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَهَا الْحَسَنُ بْنُ قَحْطَبَةَ وَأَخْرَجَ عَنْهَا عَامَلَ ابْنِ هُبَيْرَةَ ثُمَّ دَخَلَهَا الْحَسَنُ.

وَكَانَ مِنْ خَبَرِهِ أَنَّ مُحَمَّدًا خَرَجَ بِالْكُوفَةِ لَيْلَةَ عَاشُورَاءَ مُسَوِّدًا وَعَلَى الْكُوفَةِ زِيَادُ بْنُ صَالِحٍ الْحَارِثِيُّ، وَعَلَى شُرَطِهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بَشِيرٍ الْعِجْلِيُّ، وَسَارَ مُحَمَّدٌ إِلَى الْقَصْرِ، فَارْتَحَلَ زِيَادٌ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، وَدَخَلَ مُحَمَّدٌ الْقَصْرَ، وَسَمِعَ حَوْثَرَةُ الْخَبَرَ فَسَارَ نَحْوَ الْكُوفَةِ، فَتَفَرَّقَ عَنْ مُحَمَّدٍ عَامَّةُ مَنْ مَعَهُ لَمَّا بَلَغَهُمُ الْخَبَرُ، وَبَقِيَ فِي نَفَرٍ يَسِيرٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَمِنَ الْيَمَانِيِّينَ، مَنْ كَانَ هَرَبَ مِنْ مَرْوَانَ، وَكَانَ مَعَهُ مَوَالِيهِ، وَأَرْسَلَ أَبُو سَلَمَةَ الْخَلَّالُ، وَلَمْ يَظْهَرْ بَعْدُ، إِلَى مُحَمَّدٍ يَأْمُرُهُ بِالْخُرُوجِ مِنَ الْقَصْرِ تَخَوُّفًا عَلَيْهِ مِنْ حَوْثَرَةَ وَمَنْ مَعَهُ، وَلَمْ يَبْلُغْ أَحَدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ هَلَاكُ قَحْطَبَةَ، فَأَبَى مُحَمَّدٌ أَنْ يَخْرُجَ، وَبَلَغَ حَوْثَرَةَ تَفَرُّقُ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ عَنْهُ فَتَهَيَّأَ لِلْمَسِيرِ نَحْوَهُ.

فَبَيْنَا مُحَمَّدٌ فِي الْقَصْرِ إِذْ أَتَاهُ بَعْضُ طَلَائِعِهِ فَقَالَ لَهُ: قَدْ جَاءَتْ خَيْلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِمْ عِدَّةً مِنْ مَوَالِيهِ، فَنَادَاهُمُ الشَّامِيُّونَ: نَحْنُ بَجِيلَةُ وَفِينَا مُلَيْحُ بْنُ خَالِدٍ

<<  <  ج: ص:  >  >>