الْأَشْعَثِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَتَلَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِيٍّ سَقَطَ عَلَيْهِ الْبَيْتُ. فَقَالَ الْمَنْصُورُ: إِذَا سَقَطَ عَلَيْهِ فَمَا ذَنْبِي أَنَا؟ قَالَ: مَا قُلْتُ إِنَّ لَكَ ذَنْبًا.
قَوْلُهُ: ابْنُ الزُّبَيْرِ قَتَلَ عَمْرَو بْنَ سَعِيدٍ لَيْسَ بِصَحِيحٍ، إِنَّمَا قَتَلَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ.
(عَيَّاشٌ بِالْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتَ، وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ) .
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَلَّى الْمَنْصُورُ مُحَمَّدًا ابْنَ أَخِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ السَّفَّاحِ الْبَصْرَةَ، فَاسْتَعْفَى مِنْهَا، فَأَعْفَاهُ، فَانْصَرَفَ إِلَى بَغْدَاذَ وَاسْتَخْلَفَ بِهَا نُخْبَةَ بْنَ سَالِمٍ، فَأَقَرَّهُ الْمَنْصُورُ عَلَيْهَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى بَغْدَاذَ مَاتَ بِهَا.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ الْمَنْصُورُ، وَكَانَ عَامِلَهُ عَلَى مَكَّةَ وَالطَّائِفِ: عَمُّهُ عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيٍّ، وَعَلَى الْمَدِينَةِ: جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، وَعَلَى مِصْرَ: يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ.
وَفِيهَا أَغْزَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيُّ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ مَوْلَاهُ بَدْرًا، وَتَمَّامَ بْنَ عَلْقَمَةَ طُلَيْطُلَةَ، وَبِهَا هَاشِمُ بْنُ عُذْرَةَ، وَضَيَّقَا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَسَرَاهُ هُوَ وَحَيَاةُ بْنُ الْوَلِيدِ الْيَحْصُبِيُّ، وَعُثْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَأَتَيَا بِهِمْ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي جِبَابِ صُوفٍ وَقَدْ حُلِقَتْ رُءُوسُهُمْ وَلِحَاهُمْ وَقَدْ أُرْكِبُوا الْحَمِيرَ وَهُمْ فِي السَّلَاسِلِ، ثُمَّ صُلِبُوا بِقُرْطُبَةَ.
وَفِيهَا قَدِمَ رَسُولُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الَّذِي أَرْسَلَهُ إِلَى الشَّامِ فِي إِحْضَارِ وَلَدِهِ الْأَكْبَرِ سُلَيْمَانَ، فَحَضَرَ وَسُلَيْمَانُ مَعَهُ، وَكَانَ قَدْ وُلِدَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بِالْأَنْدَلُسِ وَلَدُهُ هِشَامٌ، فَقَدَّمَهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute