وَفِيهَا غَزَا الصَّائِفَةَ مَعْيُوفُ بْنُ يَحْيَى مِنْ دَرْبِ الْحَدَثِ، فَلَقِيَ الْعَدُوَّ، فَاقْتَتَلُوا، ثُمَّ تَحَاجَزُوا.
وَفِيهَا حَبَسَ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامِ، وَهُوَ أَمِيرُ مَكَّةَ، جَمَاعَةً أَمَرَ الْمَنْصُورُ بِحَبْسِهِمْ، وَهُمْ رَجُلٌ مِنْ آلِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ كَانَ بِمَكَّةَ، وَابْنُ جُرَيْجٍ، وَعَبَّادُ بْنُ كَثِيرٍ، وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ مِنَ الْحَبْسِ بِغَيْرِ أَمْرِ الْمَنْصُورِ، فَغَضِبَ.
وَكَانَ سَبَبُ إِطْلَاقِهِمْ أَنَّهُ أَنْكَرَ، وَقَالَ: عَمَدْتَ إِلَى ذِي رَحِمٍ فَحَبَسْتَهُ، يَعْنِي بَعْضَ وَلَدِ عَلِيٍّ، وَإِلَى نَفَرٍ مِنْ أَعْلَامِ الْمُسْلِمِينَ فَحَبَسْتَهُمْ، وَتَقْدُمُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَعَلَّهُ يَأْمُرُ بِقَتْلِهِمْ، فَيَشُدُّ سُلْطَانَهُ، وَأَهْلَكَ فَأَطْلِقْهُمْ، وَتَحَلَّلْ مِنْهُمْ، فَلَمَّا قَارَبَ الْمَنْصُورُ مَكَّةَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِهَدَايَا فَرَدَّهَا عَلَيْهِ.
(وَفِيهَا شَخَصَ الْمَنْصُورُ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى مَكَّةَ، فَمَاتَ فِي الطَّرِيقِ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهَا) .
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ غَزَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ، مَدِينَةَ قُورِيَّةَ، وَقَصَدَ الْبَرْبَرَ الَّذِينَ كَانُوا أَسْلَمُوا عَامِلَهُ إِلَى شَقْنَا فَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا مِنْ أَعْيَانِهِمْ، وَاتَّبَعَ شَقْنَا، حَتَّى جَاوَزَ الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ وَالدَّرْبَ، فَفَاتَهُ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ أُورَالِي مَلِكُ جِلِّيقِيَّةَ، وَكَانَ مُلْكُهُ سِتَّ سِنِينَ، وَمَلَكَ بَعْدَهُ شِيَالُونَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، الْفَقِيهُ الْبَجَلِيُّ بِالْكُوفَةِ، وَحَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحِ بْنِ مُسْلِمٍ الْحَضْرَمِيُّ (الْمِصْرِيُّ) .
وَكَانَ الْعَامِلَ عَلَى مَكَّةَ وَالطَّائِفِ: إِبْرَاهِيمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute