الْغَسَّانِيِّ، وَكَانَ عَاصِيًا فِي بَعْضِ حُصُونِ إِلْبِيرَةَ، فَقَتَلَهُ، وَسَيَّرَ بَدْرًا مَوْلَاهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَجَرَةَ الْبُرُلُّسِيِّ، وَكَانَ قَدْ عَصَى، فَقَتَلَهُ، وَسَيَّرَ أَيْضًا ثُمَامَةَ بْنَ عَلْقَمَةَ إِلَى الْعَبَّاسِ الْبَرْبَرِيِّ، وَهُوَ فِي جَمْعٍ مِنَ الْبَرْبَرِ، وَقَدْ أَظْهَرَ الْعِصْيَانَ فَقَتَلَهُ أَيْضًا وَفَرَّقَ جُمُوعَهُ.
(وَفِيهَا سَيَّرَ جَيْشًا مَعَ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْقُرَشِيِّ إِلَى الْقَائِدِ السُّلَمِيِّ، وَكَانَ حَسَنَ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَمِيرِ الْأَنْدَلُسِ، فَشَرِبَ لَيْلَةً، وَقَصَدَ بَابَ الْقَنْطَرَةِ لِيَفْتَحَهُ عَلَى سُكْرٍ مِنْهُ، فَمَنَعَهُ الْحَرَسُ، فَعَادَ، فَلَمَّا صَحَا خَافَ، فَهَرَبَ إِلَى طُلَيْطِلَةَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِمَّنْ يُرِيدُ الْخِلَافَ وَالشَّرَّ، فَعَاجَلَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِإِنْفَاذِ الْجُيُوشِ إِلَيْهِ، فَنَازَلَهُ فِي مَوْضِعٍ قَدْ تَحَصَّنَ فِيهِ، وَحَصَرَهُ، ثُمَّ إِنَّ السُّلَمِيَّ طَلَبَ الْبِرَازَ، فَبَرَزَ إِلَيْهِ مَمْلُوكٌ أَسْوَدُ، فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَا صَرِيعَيْنِ، ثُمَّ مَاتَا جَمِيعًا) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَنْعَمَ، قَاضِي إِفْرِيقِيَّةَ، وَقَدْ جَاوَزَ تِسْعِينَ سَنَةً، وَسَبَبُ مَوْتِهِ أَنَّهُ أَكَلَ عِنْدَ يَزِيدَ بْنِ حَاتِمٍ سَمَكًا، ثُمَّ شَرِبَ لَبَنًا، وَكَانَ يَحْيَى بْنُ مَاسَوَيْهِ الطَّبِيبُ حَاضِرًا، فَقَالَ: إِنْ كَانَ الطِّبُّ صَحِيحًا، مَاتَ الشَّيْخُ اللَّيْلَةَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ لَيْلَتِهِ تِلْكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute