للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَمْسُونَ أَلْفًا، وَقُتِلَ مِنَ الْأُسَارَى صَبْرًا أَلْفَانِ وَتِسْعُونَ أَسِيرًا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الرَّيِّ، وَوَلِيَهَا عِيسَى مَوْلَى جَعْفَرٍ.

وَحَجَّ بِالنَّاسِ هَذِهِ السَّنَةَ صَالِحُ بْنُ الْمَنْصُورِ، وَكَانَ الْعُمَّالُ مَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمْ، غَيْرَ أَنَّ الْبَصْرَةَ كَانَ عَلَى أَحْدَاثِهَا وَالصَّلَاةِ بِهَا رَوْحُ بْنُ حَاتِمٍ، وَكَانَ عَلَى كُوَرِ دِجْلَةَ وَالْبَحْرَيْنِ، وَعُمَانَ وَكَسْكَرَ، وَالْأَهْوَازِ، وَفَارِسَ، وَكَرْمَانَ: الْمُعَلَّى مَوْلَى الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ عَلَى الْمَوْصِلِ: أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ.

وَفِيهَا غَدَرَ الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى بِسَرَقُسْطَةَ، فَنَكَثَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ غَالِبَ بْنَ ثُمَامَةَ بْنِ عَلْقَمَةَ فِي جُنْدٍ كَثِيفٍ، فَاقْتَتَلُوا، فَأُسِرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ فِيهِمُ ابْنُهُ يَحْيَى، فَسَيَّرَهُمْ إِلَى الْأَمِيرِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَتَلَهُمْ، وَأَقَامَ ثُمَامَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ عَلَى الْحُسَيْنِ يَحْصُرُهُ.

ثُمَّ إِنَّ الْأَمِيرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ سَارَ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَمِائَةٍ إِلَى سَرَقُسْطَةَ بِنَفْسِهِ، فَحَصَرَهَا، وَضَايَقَهَا، وَنَصَبَ عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ سِتَّةً وَثَلَاثِينَ مَنْجَنِيقًا، فَمَلَكَهَا عَنْوَةً، وَقَتَلَ الْحُسَيْنَ أَقْبَحَ قِتْلَةٍ، وَنَفَى أَهْلَ سَرَقُسْطَةَ مِنْهَا لِيَمِينٍ تَقَدَّمَتْ مِنْهُ، ثُمَّ رَدَّهُمْ إِلَيْهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>