للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، فَخَرَجَ يَوْمًا وَمَوْلَاهُ يَنْتَظِرُهُ، فَعَبَرَ النَّهْرَ سِبَاحَةً، وَرَكِبَ الْخَيْلَ، وَلَحِقَ بِطُلَيْطِلَةَ، فَاجْتَمَعَ لَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، فَرَجَعَ بِهِمْ إِلَى قِتَالِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأُمَوِيِّ، فَالْتَقَيَا عَلَى الْوَادِي الْأَحْمَرِ بِقَسْطَلُونَةَ، وَاشْتَدَّ الْقِتَالُ، ثُمَّ انْهَزَمَ أَبُو الْأَسْوَدِ، وَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ سِوَى مَنْ تَرَدَّى فِي النَّهْرِ، وَاتَّبَعَهُ الْأُمَوِيُّ يَقْتُلُ مَنْ لَحِقَ، حَتَّى جَاوَزَ قَلْعَةَ الرَّبَاحِ.

ثُمَّ جَمَعَ، وَعَادَ إِلَى قِتَالِ الْأُمَوِيِّ، فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسِتِّينَ، فَلَمَّا أَحَسَّ بِمُقَدِّمَةِ الْأُمَوِيِّ انْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، وَهُوَ مَعَهُمْ، فَأَخَذَ عِيَالَهُ، وَقُتِلَ أَكْثَرُ رِجَالِهِ، وَبَقِيَ إِلَى سَنَةِ سَبْعِينَ، فَهَلَكَ بِقَرْيَةٍ (مِنْ أَعْمَالِ طُلَيْطِلَةَ) .

وَقَامَ بَعْدَهُ أَخُوهُ قَاسِمٌ، وَجَمَعَ جَمْعًا، فَغَزَاهُ الْأَمِيرُ، فَجَاءَ إِلَيْهِ بِغَيْرِ أَمَانٍ فَقَتَلَهُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا هَلَكَ شِيلُونَ مَلِكُ جِلِّيقِيَّةَ، فَوَلَّوْا مَكَانَهُ أَذْفُونَشَ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ مُورْقَاطُ، فَقَتَلَهُ، فَاخْتَلَّ أَمْرُهُمْ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ نَائِبُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِطُلَيْطِلَةَ فِي عَسَاكِرِهِ، فَقَتَلَ، وَغَنِمَ، وَسَبَى ثُمَّ عَادَ سَالِمًا.

(وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ وَاسُولَ مُقَدَّمُ الْخَوَارِجِ الصُّفْرِيَّةِ بِسِجِلْمَاسَةَ فُجَاءَةً فِي صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ، وَكَانَتْ إِمَارَتُهُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَشَهْرًا، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ إِلْيَاسُ) .

وَفِيهَا سَيَّرَ الْمَهْدِيُّ سَعِيدًا الْحَرَشِيَّ فِي أَرْبَعِينَ أَلْفًا إِلَى طَبَرِسْتَانَ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا مَاتَ عُمَرُ الْكَلْوَذَانِيُّ، صَاحِبُ الزَّنَادِقَةِ، وَوَلِيَ مَكَانَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ حَمْدَوَيْهِ، فَقَتَلَ مِنَ الزَّنَادِقَةِ خَلْقًا كَثِيرًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>