للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَاتَمَ وَأَنَا هَاهُنَا، فَأَلْقَيْتُهُ فِي الْمَاءِ، فَغَاصُوا عَلَيْهِ وَأَخْرَجُوهُ، فَسُّرَ بِهِ.

وَلَمَّا مَاتَ الْهَادِي هَجَمَ خُزَيْمَةُ بْنُ خَازِمٍ تِلْكَ اللَّيْلَةَ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ الْهَادِي فَأَخَذَهُ مِنْ فِرَاشِهِ، وَقَالَ لَهُ: لَتَخْلَعَنَّهَا أَوْ لَأَضْرِبَنَّ عُنُقَكَ، فَأَجَابَ إِلَى الْخَلْعِ، وَرَكِبَ مِنَ الْغَدِ خُزَيْمَةُ،، وَأَظْهَرَ جَعْفَرًا لِلنَّاسِ فَأَشْهَدَهُمْ بِالْخَلْعِ، وَأَحَلَّ النَّاسَ مِنْ بَيْعَتِهِمْ، فَحَظِيَ بِهَا خُزَيْمَةُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا وُلِدَ الْأَمِينُ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدٌ، فِي شَوَّالٍ، فَكَانَ الْمَأْمُونُ أَكْبَرَ مِنْهُ وَفِيهَا اسْتَوْزَرَ الرَّشِيدُ يَحْيَى بْنَ خَالِدٍ، وَقَالَ لَهُ: قَدْ قَلَّدْتُكَ أَمْرَ الرَّعِيَّةِ، فَاحْكُمْ فِيهَا بِمَا تَرَى، وَاعْزِلْ مَنْ رَأَيْتَ، وَاسْتَعْمِلْ مَنْ رَأَيْتَ. وَدَفَعَ إِلَيْهِ خَاتَمَهُ، فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ الْمَوْصِلِيُّ فِي ذَلِكَ:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ الشَّمْسَ كَانَتْ سَقِيمَةً ... فَلَمَّا وَلِيَ هَارُونُ أَشْرَقَ نُورُهَا

بِيُمْنِ أَمِينِ اللَّهِ هَارُونَ ذِي النِّدَى ... فَهَارُونُ وَالِيهَا وَيَحْيَى وَزِيرُهَا

وَكَانَ يَحْيَى يَصُدُّ عَنْ رَأْيِ الْخَيْزُرَانِ أُمِّ الرَّشِيدِ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ يَزِيدُ بْنُ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيُّ، وَالِي إِفْرِيقِيَّةَ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا ابْنَهُ دَاوُدَ، وَانْتَقَضَتْ جِبَالُ بَاجَةَ، وَخَرَجَ فِيهَا الْإِبَاضِيَّةُ فَسَيَّرَ إِلَيْهِمْ دَاوُدُ جَيْشًا، فَظَفِرَ بِهِمِ الْإِبَاضِيَّةُ، وَهَزَمُوهُمْ، فَجَهَّزَ إِلَيْهِمْ جَيْشًا آخَرَ، فَهُزِمَتِ الْإِبَاضِيَّةُ، فَتَبِعَهُمُ الْجَيْشُ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ، فَأَكْثَرُوا.

وَبَقِيَ دَاوُدُ أَمِيرًا إِلَى أَنِ اسْتَعْمَلَ الرَّشِيدُ عَمَّهُ رَوْحَ بْنَ حَاتِمٍ الْمُهَلَّبِيَّ أَمِيرًا عَلَى إِفْرِيقِيَّةَ، وَكَانَتْ إِمَارَةُ دَاوُدَ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>