الْمَأْمُونُ عَطَاءً، وَسَارَ إِلَى مَكَّةَ فَأَعْطَى أَهْلَهَا، فَبَلَغَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ وَخَمْسِينَ أَلْفَ دِينَارٍ.
وَكَانَ الرَّشِيدُ قَدْ وَلَّى الْأَمِينَ الْعِرَاقَ وَالشَّامَ، وَوَلَّى آخَرَ الْمَغْرِبَ، وَضَمَّ إِلَى الْمَأْمُونِ مِنْ هَمَذَانَ إِلَى آخِرِ الْمَشْرِقِ، ثُمَّ بَايَعَ لِابْنِهِ الْقَاسِمِ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ بَعْدَ الْمَأْمُونِ، وَلَقَّبَهُ الْمُؤْتَمَنَ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْجَزِيرَةَ وَالثُّغُورَ وَالْعَوَاصِمَ، وَكَانَ فِي حِجْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ صَالِحٍ، وَجَعَلَ خَلْعَهُ وَإِثْبَاتَهُ إِلَى الْمَأْمُونِ.
وَلَمَّا وَصَلَ الرَّشِيدُ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ أَوْلَادُهُ، وَالْفُقَهَاءُ وَالْقُضَاةُ وَالْقُوَّادُ، كَتَبَ كِتَابًا أَشْهَدَ فِيهِ عَلَى مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ، وَأَشْهَدَ فِيهِ مَنْ حَضَرَ بِالْوَفَاءِ لِلْمَأْمُونِ، وَكَتَبَ كِتَابًا لِلْمَأْمُونِ أَشْهَدَهُمْ عَلَيْهِ فِيهِ بِالْوَفَاءِ لِلْأَمِينِ، وَعَلَّقَ الْكِتَابَيْنِ فِي الْكَعْبَةِ، وَجَدَّدَ الْعُهُودَ عَلَيْهِمَا فِي الْكَعْبَةِ، وَلَمَّا فَعَلَ الرَّشِيدُ ذَلِكَ قَالَ النَّاسُ: قَدْ أَلْقَى بَيْنَهُمْ شَرًّا وَحَرْبًا. وَخَافُوا عَاقِبَةَ ذَلِكَ، فَكَانَ مَا خَافُوهُ.
ثُمَّ إِنَّ الرَّشِيدَ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ شَخَصَ إِلَى قَرْمَاسِينَ وَمَعَهُ الْمَأْمُونُ، وَأَشْهَدَ عَلَى نَفْسِهِ مَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْقُضَاةِ وَالْفُقَهَاءِ أَنَّ جَمِيعَ مَا فِي عَسْكَرِهِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْخَزَائِنِ وَالسِّلَاحِ وَالْكُرَاعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لِلْمَأْمُونِ، وَجَدَّدَ لَهُ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمْ، وَأَرْسَلَ إِلَى بَغْدَاذَ فَجَدَّدَ لَهُ الْبَيْعَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ الْأَمِينِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ مِنْ مَرْوَ إِلَى نَسَا لِحَرْبِ أَبِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute