وَالْمَغْرِبِ عَلَى طَاعَةِ الْمَأْمُونِ، وَالِانْقِيَادِ لِخِلَافَتِهِ.
(عَمِيرَةُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَكَسْرِ الْمِيمِ) .
ذِكْرُ خِلَافِ نَصْرِ بْنِ شَبَثٍ الْعُقَيْلِيُّ عَلَى الْمَأْمُونِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَظْهَرَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارِ بْنِ شَبَثٍ الْعُقَيْلِيُّ الْخِلَافَ عَلَى الْمَأْمُونِ، وَكَانَ نَصْرٌ مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ يَسْكُنُ (كَيْسُومَ، نَاحِيَةَ) شَمَالَيْ حَلَبَ، وَكَانَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ لِلْأَمِينِ، وَلَهُ فِيهِ هَوًى، فَلَمَّا قُتِلَ الْأَمِينُ أَظْهَرَ نَصْرٌ الْغَضَبَ لِذَلِكَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى مَا جَاوَرَهُ مِنَ الْبِلَادِ، وَمَلَكَ سُمَيْسَاطَ، وَاجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَأَهْلِ الطَّمَعِ، وَقَوِيَتْ نَفْسُهُ، وَعَبَرَ الْفُرَاتَ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، وَحَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِالتَّغَلُّبِ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ مِنْهُ كَثُرَتْ جُمُوعُهُ، وَزَادَتْ عَمَّا كَانَتْ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ - تَعَالَى -.
(شَبَثٌ بِفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَالْبَاءِ الْمُوَحَّدَةِ وَالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ) .
ذِكْرُ وِلَايَةِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ الْعِرَاقَ وَغَيْرَهُ مِنَ الْبِلَادِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ الْمَأْمُونُ الْحَسَنَ بْنَ سَهْلٍ، أَخَا الْفَضْلِ، عَلَى كُلِّ مَا كَانَ افْتَتَحَهُ طَاهِرٌ مِنْ كُوَرِ الْجِبَالِ، وَالْعِرَاقِ، وَفَارِسَ، وَالْأَهْوَازِ، وَالْحِجَازِ وَالْيَمَنِ، بَعْدَ أَنْ قُتِلَ الْأَمِينُ.
وَكَتَبَ إِلَى طَاهِرٍ بِتَسْلِيمِ ذَلِكَ إِلَيْهِ، فَقَدَّمَ الْحَسَنُ بَيْنَ يَدَيْهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَاهِرٍ سَعِيدٍ، فَدَافَعَهُ طَاهِرٌ بِتَسْلِيمِ الْخَرَاجِ إِلَيْهِ، حَتَّى وَفَّى الْجُنْدَ أَرْزَاقَهُمْ، وَسَلَّمَ إِلَيْهِ الْعَمَلَ.
وَقَدِمَ الْحَسَنُ سَنَةَ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ [وَمِائَةٍ] ، وَفَرَّقَ الْعُمَّالَ.
وَأَمَرَ طَاهِرًا أَنْ يَسِيرَ إِلَى الرَّقَّةِ لِمُحَارَبَةِ نَصْرِ بْنِ شَبَثٍ الْعُقَيْلِيِّ، وَوَلَّاهُ الْمَوْصِلَ وَالْجَزِيرَةَ وَالشَّامَ وَالْمَغْرِبَ، فَسَارَ طَاهِرٌ إِلَى قِتَالِ نَصْرِ بْنِ شَبَثٍ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ يَدْعُوهُ إِلَى الطَّاعَةِ وَتَرْكِ الْخِلَافِ، فَلَمْ يُجِبْهُ إِلَى ذَلِكَ، (فَتَقَدَّمَ إِلَيْهِ طَاهِرٌ، وَالْتَقَوْا بِنَوَاحِي كَيْسُومَ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute