وَأَمَّا هَرْثَمَةُ فَإِنَّهُ أَقَامَ بِالْكُوفَةِ يَوْمًا وَاحِدًا (وَعَادَ) ، وَاسْتَخْلَفَ بِهَا غَسَّانَ بْنَ أَبِي الْفَرَجِ أَبَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ غَسَّانَ، صَاحِبِ (حَرَسٍ) وَالِي خُرَاسَانَ.
وَسَارَ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ إِلَى الْبَصْرَةِ، فَأَخَذَهَا مِنَ الْعَلَوِيِّينَ. وَكَانَ زَيْدُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وَهُوَ الَّذِي يُسَمَّى زَيْدَ النَّارِ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِهَا لِكَثْرَةِ مَا أَحْرَقَ بِالْبَصْرَةِ مِنْ دُورِ الْعَبَّاسِيِّينَ وَأَتْبَاعِهِمْ، وَكَانَ إِذَا أَتَى رَجُلٌ مِنَ الْمُسَوِّدَةِ أَحْرَقَهُ، وَأَخَذَ أَمْوَالًا كَثِيرَةً مِنْ أَمْوَالِ التُّجَّارِ سِوَى أَمْوَالِ بَنِي الْعَبَّاسِ، فَلَمَّا وَصَلَ عَلِيٌّ إِلَى الْبَصْرَةِ اسْتَأْمَنَهُ زَيْدٌ فَأَمَّنَهُ، وَأَخَذَهُ، وَبَعَثَ إِلَى مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ وَالْيَمَنِ جَيْشًا، فَأَمَرَهُمْ بِمُحَارَبَةِ مَنْ بِهَا مِنَ الْعَلَوِيِّينَ.
وَكَانَ بَيْنَ خُرُوجِ أَبِي السَّرَايَا وَقَتْلِهِ عَشَرَةُ أَشْهُرٍ.
ذِكْرُ ظُهُورِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ ظَهَرَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَكَانَ بِمَكَّةَ، فَلَمَّا بَلَغَهُ خَبَرُ أَبِي السَّرَايَا وَمَا كَانَ مِنْهُ - سَارَ إِلَى الْيَمَنِ وَبِهَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَامِلًا لِلْمَأْمُونِ، فَلَمَّا بَلَغَهُ قُرْبُ إِبْرَاهِيمَ مِنْ صَنْعَاءَ، سَارَ مِنْهَا نَحْوَ مَكَّةَ، فَأَتَى الْمُشَاشَ فَعَسْكَرَ بِهَا، وَاجْتَمَعَ بِهَا إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ هَرَبُوا مِنَ الْعَلَوِيِّينَ، وَاسْتَوْلَى إِبْرَاهِيمُ عَلَى الْيَمَنِ، وَكَانَ يُسَمَّى الْجَزَّارَ لِكَثْرَةِ مَنْ قَتَلَ بِالْيَمَنِ وَسَبَى وَأَخَذَ الْأَمْوَالَ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute