قَالَ: تَكَلَّمْ. قَالَ: قُلْتُ: أَمَّا الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِيعِ فَإِنَّهُ صَنِيعُكُمْ وَمَوْلَاكُمْ، وَحَالُ سَلَفِهِ حَالُهُمْ، فَتَرْجِعُ إِلَيْهِ بِضُرُوبٍ كُلُّهَا تَرُدُّكَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا عِيسَى فَرَجُلٌ مِنْ دَوْلَتِكَ وَسَابِقَتُهُ وَسَابِقَةُ مَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِهِ (مَعْرُوفَةٌ، يَرْجِعُ عَلَيْهِ بِذَلِكَ) .
وَأَمَّا نَصْرٌ فَرَجُلٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ يَدٌ قَطُّ، فَيَحْتَمِلُ كَهَؤُلَاءِ لِمَنْ مَضَى مِنْ سَلَفِهِ) وَإِنَّمَا كَانُوا مِنْ جُنْدِ بَنِي أُمَيَّةَ.
قَالَ: إِنَّهُ كَمَا تَقُولُ، وَلَسْتُ أُقْلِعُ عَنْهُ حَتَّى يَطَأَ بِسَاطِي.
قَالَ: فَأَبْلَغْتُ نَصْرًا ذَلِكَ، فَصَاحَ بِالْخَيْلِ، فَجَالَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَ: وَيْلِي عَلَيْهِ، هُوَ لَمْ يَقْوَ عَلَى أَرْبَعِمِائَةِ ضُفْدَعٍ تَحْتَ جَنَاحِهِ - يَعْنِي الزُّطَّ - يَقْوَى عَلَيَّ بِحَلْبَةِ الْعَرَبِ؟ فَجَادَّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ طَاهِرٍ الْقِتَالَ، وَضَيَّقَ عَلَيْهِ، فَطَلَبَ الْأَمَانَ، فَأَجَابَهُ إِلَيْهِ، وَتَحَوَّلَ مِنْ مُعَسْكَرِهِ إِلَى الرَّقَّةِ، [وَصَارَ] إِلَى عَبْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ مُدَّةُ حِصَارِهِ وَمُحَارَبَتِهِ خَمْسَ سِنِينَ، فَلَمَّا خَرَجَ إِلَيْهِ أَخْرَبَ عَبْدُ اللَّهِ حِصْنَ كَيْسُومَ، وَسَيَّرَ نَصْرًا إِلَى الْمَأْمُونِ، فَوَصَلَ إِلَيْهِ فِي صَفَرٍ سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَتَيْنِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا وَلَّى الْمَأْمُونُ عَلِيَّ بْنَ صَدَقَةَ، الْمَعْرُوفَ بِزُرَيْقٍ، عَلَى أَرْمِينِيَّةَ وَأَذْرَبِيجَانَ، وَأَمَرَهُ بِمُحَارَبَةِ بَابَكَ، وَأَقَامَ بِأَمْرِهِ أَحْمَدَ بْنَ الْجُنَيْدِ الْإِسْكَافِيَّ، فَأَسَرَهُ بَابَكُ، فَوَلَّى إِبْرَاهِيمَ بْنَ اللَّيْثِ بْنِ الْفَضْلِ أَذْرَبِيجَانَ.
وَحَجَّ بِالنَّاسِ صَالِحُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute