للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْخَادِمِ الْكَبِيرِ، وَأَجْرَى عَلَيْهِ الطَّعَامَ، وَوَكَّلَ بِهِ قَوْمًا يَحْفَظُونَهُ، فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ اشْتَغَلَ النَّاسُ بِالْعِيدِ، فَهَرَبَ مِنَ الْحَبْسِ؛ دُلِّيَ إِلَيْهِ حَبْلٌ مِنْ كُوَّةٍ كَانَتْ [فِي أَعْلَى الْبَيْتِ] يَدْخُلُ [عَلَيْهِ] مِنْهَا الضَّوْءُ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا أَتَوْهُ بِالطَّعَامِ، فَلَمْ يَرَوْهُ، فَجَعَلُوا لِمَنْ دَلَّ عَلَيْهِ مِائَةَ أَلْفٍ، فَلَمْ يُعْرَفْ لَهُ خَبَرٌ.

ذِكْرُ مُحَارِبَةِ الزُّطِّ

وَفِيهَا وَجَّهَ الْمُعْتَصِمُ عُجَيْفَ بْنَ عَنْبَسَةَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ لِحَرْبِ الزُّطِّ الَّذِينَ كَانُوا غَلَبُوا عَلَى طَرِيقِ الْبَصْرَةِ، وَعَاثُوا، وَأَخَذُوا الْغَلَّاتِ مِنَ الْبَيَادِرَ بِكَسْكَرَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الْبَصْرَةِ، وَأَخَافُوا السَّبِيلَ، وَرَتَّبَ عُجَيْفٌ الْخَيْلَ فِي كُلِّ سِكَّةٍ مِنْ سِكَكِ الْبَرِيدِ، تَرْكُضُ بِالْأَخْبَارِ، فَكَانَ يَأْتِي بِالْأَخْبَارِ مِنْ عُجَيْفٍ فِي يَوْمٍ، فَسَارَ حَتَّى نَزَلَ تَحْتَ وَاسِطَ، وَأَقَامَ عَلَى نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ: بَرْدُودَا (حَتَّى سَدَّهُ وَأَنْهَارًا أُخَرَ كَانُوا يَخْرُجُونَ مِنْهَا وَيَدْخُلُونَ) وَأَخَذَ عَلَيْهِمُ الطُّرُقَ، ثُمَّ حَارَبَهُمْ، فَأَسَرَ مِنْهُمْ فِي مَعْرَكَةٍ وَاحِدَةٍ خَمْسَمِائَةِ رَجُلٍ، وَقَتَلَ فِي الْمَعْرَكَةِ ثَلَاثَمِائَةِ رَجُلٍ، فَضَرَبَ أَعْنَاقَ الْأَسْرَى، وَبَعَثَ الرُّؤُوسَ إِلَى بَابِ الْمُعْتَصِمِ.

ثُمَّ أَقَامَ عُجَيْفٌ بِإِزَاءِ الزُّطِّ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَظَفِرَ مِنْهُمْ فِيهَا بِخَلْقٍ كَثِيرٍ.

وَكَانَ رَئِيسُ الزُّطِّ رَجُلًا يُقَالُ لَهُ: (مُحَمَّدُ) بْنُ عُثْمَانَ، وَكَانَ صَاحِبُ أَمْرِهِ إِنْسَانًا يُقَالُ لَهُ سُمَاقٌ.

ثُمَّ اسْتَوْطَنَ عُجَيْفٌ، وَأَقَامَ بِإِزَائِهِمْ سَبْعَةَ أَشْهُرٍ.

ذِكْرُ مُحَاصَرَةِ طُلَيْطِلَةَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ الْأُمَوِيُّ، صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ، جَيْشًا

<<  <  ج: ص:  >  >>