للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبِهَا مَدِينَةٌ عَلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ تُدْعَى بَارَّةَ، وَكَانَ أَهْلُهَا نَصَارَى لَيْسُوا بُرُومٍ، فَغَزَاهَا حَيَاةُ مَوْلَى الْأَغْلَبِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهَا، ثُمَّ غَزَاهَا خُلْفُونُ الْبَرْبَرِيُّ، وَيُقَالُ إِنَّهُ مَوْلًى لِرَبِيعَةَ، فَفَتَحَهَا فِي خِلَافَةِ الْمُتَوَكِّلِ، وَقَامَ بَعْدَهُ رَجُلٌ يُسَمَّى الْمُفَرِّجُ بْنُ سَالِمٍ، فَفَتَحَ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ حِصْنًا، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، فَكَتَبَ إِلَى وَالِي مِصْرَ يُعْلِمُهُ خَبَرُهُ، وَأَنَّهُ لَا يَرَى لِنَفْسِهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ صَلَاةً إِلَّا بِأَنْ يَعْقِدَ لَهُ الْإِمَامُ عَلَى نَاحِيَتِهِ، وَيُوَلِّيهِ إِيَّاهَا، لِيَخْرُجَ مِنْ حَدِّ الْمُتَغَلِّبِينَ، وَبَنَى مَسْجِدًا جَامِعًا.

ثُمَّ إِنَّ أَصْحَابَهُ شَغَبُوا عَلَيْهِ، ثُمَّ قَتَلُوهُ.

ثُمَّ تُوُفِّيَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدٌ، رَحِمَهُ اللَّهُ، سَنَةَ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ.

إِنَّمَا ذَكَرْنَا وِلَايَةَ هَؤُلَاءِ مُتَتَابِعَةً لِقِلَّةِ مَا لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ زُلْزِلَتِ الْأَهْوَازُ زَلْزَلَةً شَدِيدَةً، خَمْسَةَ أَيَّامٍ، وَكَانَ مَعَ الزَّلْزَلَةِ رِيحٌ شَدِيدَةً، فَخَرَجَ النَّاسُ عَنْ مَنَازِلِهِمْ، وَخَرِبَ كَثِيرٌ مِنْهَا.

وَفِيهَا حَجَّ بِالنَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ، أَمَرَهُ أَشْنَاسُ بِذَلِكَ، وَكَانَ أَشْنَاسُ حَاجًّا، وَقَدْ جَعَلَ إِلَيْهِ وِلَايَةَ كُلِّ بَلَدٍ يَدْخُلُهُ، وَخُطِبَ لَهُ عَلَى مَنَابِرَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ وَغَيْرِهِمَا مِنِ الْبِلَادِ الَّتِي اجْتَازَ بِهَا بِالْإِمْرَةِ إِلَى أَنْ عَادَ إِلَى سَامَرَّا.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْهُذَيلِ (مُحَمَّدُ بْنُ الْهُذَيْلِ بْنِ) عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَّافِ الْبَصْرِيُّ،

<<  <  ج: ص:  >  >>