الْفَضْلُ أَنَّ أَهْلَ لَنْتِينِي كَاتَبُوا الْبِطْرِيقَ الَّذِي بِصِقِلِّيَّةَ ; لِيَنْصُرَهُمْ، فَأَجَابَهُمْ، وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ الْعَلَّامَةَ عِنْدَ وُصُولِي أَنْ تُوقَدَ النَّارُ ثَلَاثَ لَيَالٍ عَلَى الْجَبَلِ الْفُلَانِيِّ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ، فَفِي الْيَوْمِ الرَّابِعِ أَصِلُ إِلَيْكُمْ، فَنَجْتَمِعُ أَنَا وَأَنْتُمْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بَغْتَةً.
فَأَرْسَلَ الْفَضْلُ مَنْ أَوْقَدَ النَّارَ عَلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ لَنْتِينِي النَّارَ أَخَذُوا فِي أَمْرِهِمْ، وَأَعَدَّ الْفَضْلُ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعِدَّ بِهِ وَكَمَنَ الْكُمَنَاءُ، وَأَمَرَ الَّذِينَ يُحَاصِرُونَ الْمَدِينَةَ أَنْ يَنْهَزِمُوا إِلَى جِهَةِ الْكَمِينِ، فَإِذَا خَرَجَ أَهْلُهَا عَلَيْهِمْ قَاتَلُوهُمْ، فَإِذَا جَاوَزُوا الْكَمِينَ عَطَفُوا عَلَيْهِمْ.
فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الرَّابِعُ خَرَجَ أَهْلُ لَنْتِينِي، وَقَاتَلُوا الْمُسْلِمِينَ وَهُمْ يَنْتَظِرُونَ وُصُولَ الْبِطْرِيقِ، فَانْهَزَمَ الْمُسْلِمُونَ، وَاسْتَجَرُّوا الرُّومَ حَتَّى جَاوَزُوا الْكَمِينَ، وَلَمْ يَبْقَ بِالْبَلَدِ أَحَدٌ إِلَّا خَرَجَ، فَلَمَّا جَاوَزُوا الْكَمِينَ عَادَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِمْ، وَخَرَجَ الْكَمِينُ مِنْ خَلْفِهِمْ، وَوَضَعُوا فِيهِمُ السَّيْفَ، فَلَمْ يَنْجُ (مِنْهُمْ) إِلَّا الْقَلِيلُ، فَسَأَلُوا الْأَمَانَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ لِيُسَلِّمُوا الْمَدِينَةَ، فَأَجَابَهُمُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى ذَلِكَ وَأَمَّنُوهُمْ، فَسَلَّمُوا الْمَدِينَةَ.
وَفِيهَا أَقَامَ الْمُسْلِمُونَ بِمَدِينَةِ طَارَنْتَ مِنْ أَرْضِ أَنْكَبَرْدَةَ وَسَكَنُوهَا.
وَفِي سَنَةِ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَصَلَ عَشْرُ شَلَنْدِيَّاتٍ مِنَ الرُّومِ، فَأَرْسَوْا بِمَرْسَى الطِّينِ، وَخَرَجُوا لِيُغِيرُوا، فَضَلُّوا الطَّرِيقَ، فَرَجَعُوا خَائِبِينَ، وَرَكِبُوا الْبَحْرَ رَاجِعِينَ، فَغَرِقَ مِنْهَا سَبْعُ قِطَعٍ.
وَفِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ صَالَحَ أَهْلُ رَغُوسَ، وَسَلَّمُوا الْمَدِينَةَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ بِمَا فِيهَا، فَهَدَمَهَا الْمُسْلِمُونَ، وَأَخَذُوا مِنْهَا مَا أَمْكَنَ حَمْلُهُ.
وَفِي سَنَةِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ سَارَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَدِينَةِ قَصْرُيَانَه، فَغَنِمُوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute