الْبَاقِ، فَأَسَرَ أَشُوطَ بْنَ حَمْزَةَ أَبَا الْعَبَّاسِ، صَاحِبَ الْبَاقِ، وَالْبَاقُ مِنْ كُورَةِ الْبُسْفُرُّجَانِ، ثُمَّ سَارَ إِلَى مَدِينَةِ دَبِيلَ مِنْ أَرْمِينِيَّةَ فَأَقَامَ بِهَا شَهْرًا، ثُمَّ سَارَ إِلَى تَفْلِيسَ فَحَصَرَهَا.
ذِكْرُ غَضَبِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى ابْنِ أَبِي دُؤَادَ وَوِلَايَةِ ابْنِ أَكْثَمَ الْقَضَاءَ
وَفِيهَا غَضِبَ الْمُتَوَكِّلُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ أَبِي دُؤَادَ، وَقَبَضَ ضِيَاعَهُ وَأَمْلَاكَهُ، وَحَبَسَ ابْنَهُ أَبَا الْوَلِيدِ، وَسَائِرَ أَوْلَادِهِ، فَحَمَلَ أَبُو الْوَلِيدِ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَجَوَاهِرَ قِيمَتُهَا عِشْرُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، ثُمَّ صُولِحَ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى سِتَّةَ عَشَرَ أَلْفِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَأَشْهَدَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا بِبَيْعِ أَمْلَاكِهِمْ.
وَكَانَ أَبُوهُمْ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي دُؤَادَ قَدْ فُلِجَ، وَأَحْضَرَ الْمُتَوَكِّلُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ مِنْ بَغْدَادَ إِلَى سَامَرَّا، وَرَضِيَ عَنْهُ، وَوَلَّاهُ قَضَاءَ الْقُضَاةِ، ثُمَّ وَلَّاهُ الْمَظَالِمَ، فَوَلَّى يَحْيَى بْنُ أَكْثَمَ قَضَاءَ الشَّرْقِيَّةَ حَيَّانَ بْنَ بِشْرٍ، وَوَلَّى سَوَّارَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيَّ قَضَاءَ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ، وَكِلَاهُمَا أَعْوَرُ، فَقَالَ الْجَمَّازُ:
رَأَيْتُ مِنَ الْكَبَائِرِ قَاضِيَيْنِ ... هَمَا أُحْدُوثَةٌ فِي الْخَافِقَيْنِ
هُمَا اقْتَسَمَا الْعَمَى نِصْفَيْنِ قَدًّا ... كَمَا اقْتَسَمَا قَضَاءَ الْجَانِبَيْنِ
وَتَحْسِبُ مِنْهُمَا مَنْ هَزَّ رَأْسًا ... لِيَنْظُرَ فِي مَوَارِيثَ وَدَيْنِ
كَأَنَّكَ قَدْ وَضَعْتَ عَلَيْهِ دَنًّا ... وَفَتَحْتَ بُزَالَهُ مِنْ فَرْدِ عَيْنِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute