الْأَتْرَاكُ بَعْدَ ثَلَاثِ سَاعَاتٍ، وَقَدْ بَايَعُوا الْمُسْتَعِينَ هُمْ وَمَنْ حَضَرَ مِنَ الْهَاشِمِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ.
وَدَخَلَ الْغَوْغَاءُ وَالْمُنْتَهِبَةُ دَارَ الْعَامَّةِ، فَانْتَهَبُوا الْخِزَانَةَ الَّتِي فِيهَا السِّلَاحُ، وَالدُّرُوعُ، وَالْجَوَاشِنُ، وَالسُّيُوفُ، وَالتُّرُسُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ، وَكَانَ الَّذِينَ نَهَبُوا ذَلِكَ الْغَوْغَاءُ، وَأَصْحَابُ الْحَمَّامَاتِ، وَغِلْمَانُ أَصْحَابِ الْبَاقِلِّيِّ، وَأَصْحَابُ الْفُقَّاعِ، فَأَتَاهُمْ بُغَا الْكَبِيرُ، فِي جَمَاعَةٍ، فَأَجْلُوهُمْ عَنِ الْخِزَانَةِ، وَقَتَلُوا مِنْهُمْ عِدَّةً، وَكَثُرَ الْقَتْلُ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ، وَتَحَرَّكَ أَهْلُ السِّجْنِ بِسَامَرَّا، وَهَرَبَ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ، ثُمَّ وَضَعَ الْعَطَاءَ عَلَى الْبَيْعَةِ، وَبَعَثَ بِكِتَابِ الْبَيْعَةِ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، فَبَايَعَ لَهُ هُوَ وَالنَّاسُ بِبَغْدَاذَ.
ذِكْرُ ابْنِ مِسْكَوَيْهِ فِي كِتَابِ " تَجَارِبِ الْأُمَمِ " أَنَّ الْمُسْتَعِينَ أَخُو الْمُتَوَكِّلِ لِأَبِيهِ، وَلَيْسَ هُوَ كَذَلِكَ، إِنَّمَا هُوَ وَلَدُ أَخِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُعْتَصِمِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا وَرَدَ عَلَى الْمُسْتَعِينِ وَفَاةُ طَاهِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ بِخُرَاسَانَ فِي رَجَبٍ، فَعَقَدَ الْمُسْتَعِينُ لِابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ عَلَى خُرَاسَانَ، وَلِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ عَلَى الْعِرَاقِ، وَجَعَلَ إِلَيْهِ الْحَرَمَيْنِ، وَالشُّرْطَةَ، وَمَعَاوِنَ السَّوَادِ، وَأَفْرَدَهُ بِهِ.
وَفِيهَا مَاتَ بُغَا الْكَبِيرُ، فَعَقَدَ لِابْنِهِ مُوسَى عَلَى أَعْمَالِ أَبِيهِ كُلِّهَا، وَوَلِيَ دِيوَانَ الْبَرِيدِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ أَنُوجُورَ التُّرْكِيَّ إِلَى أَبِي الْعَمُودِ الثَّعْلَبِيِّ، فَقَتَلَهُ بِكَفَرتُوثَى لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الْآخِرِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute