وَاسْتِيلَائِهِمْ عَلَى أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، (يَقْتُلُونَ مَنْ يُرِيدُونَ مِنَ الْخُلَفَاءِ، وَيَسْتَخْلِفُونَ مَنْ أَحَبُّوا مِنْ غَيْرِ دِيَانَةٍ، وَلَا نَظَرٍ لِلْمُسْلِمِينَ) .
فَاجْتَمَعَتِ الْعَامَّةُ بِبَغْدَاذَ بِالصُّرَاخِ، وَالنِّدَاءِ بِالنَّفِيرِ، وَانْضَمَّ إِلَيْهِمُ الْأَبْنَاءُ، وَالشَّاكِرِيَّةُ تُظْهِرُ أَنَّهَا تَطْلُبُ الْأَرْزَاقَ، وَكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ صَفَرَ، فَفَتَحُوا السُّجُونَ، وَأَخْرَجُوا مَنْ فِيهَا، وَأَحْرَقُوا أَحَدَ الْجِسْرَيْنِ وَقَطَعُوا الْآخَرَ، وَانْتَهَبُوا دَارَ بِشْرِ، وَإِبْرَاهِيمَ ابْنَيْ هَارُونَ، كَاتِبَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ثُمَّ أَخْرَجَ أَهْلُ الْيَسَارِ مِنْ بَغْدَادَ وَسَامَرَّا أَمْوَالًا كَثِيرَةً، فَفَرَّقُوهَا فِيمَنْ نَهَضَ إِلَى الثُّغُورِ، وَأَقْبَلَتِ الْعَامَّةُ مِنْ نَوَاحِي الْجِبَالِ، وَفَارِسٍ، وَالْأَهْوَازِ، وَغَيْرِهَا لِغَزْوِ الرُّومِ، فَلَمْ يَأْمُرِ الْخَلِيفَةُ فِي ذَلِكَ بِشَيْءٍ وَلَمْ يُوَجِّهْ عَسْكَرَهُ.
ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بِسَامَرَّا
وَفِيهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ وَثَبَ نَفَرٌ مِنَ النَّاسِ لَا يُدْرَى مَنْ هُمْ بِسَامَرَّا، فَفَتَحُوا السِّجْنَ، وَأَخْرَجُوا مَنْ فِيهِ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمَوَالِي، فَوَثَبَ الْعَامَّةُ بِهِمْ فَهَزَمُوهُمْ، فَرَكِبَ بُغَا، وَأُتَامَشُ، وَوَصِيفٌ، وَعَامَّةُ الْأَتْرَاكِ، فَقَتَلُوا مِنَ الْعَامَّةِ جَمَاعَةً، فَرُمِيَ وَصِيفٌ بِحَجَرٍ، فَأَمَرَ بِإِحْرَاقِ ذَلِكَ الْمَكَانِ، وَانْتَهَبَ الْمَغَارِبَةَ، ثُمَّ سَكَنَ ذَلِكَ آخِرَ النَّهَارِ.
ذِكْرُ قَتْلِ أُتَامِشَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ أُتَامِشُ وَكَاتِبُهُ شُجَاعٌ، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْمُسْتَعِينَ أَطْلَقَ يَدَ وَالِدَتِهِ، وَيَدَ أُتَامِشَ، وَشَاهَكَ الْخَادِمِ فِي بُيُوتِ الْأَمْوَالِ، وَأَبَاحَهُمْ (فِعْلَ) مَا أَرَادُوا، فَكَانَتِ الْأَمْوَالُ الَّتِي تَرِدُ مِنَ الْآفَاقِ يَصِيرُ مُعْظَمُهَا إِلَى هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةِ، فَأَخَذَ أُتَامِشُ أَكْثَرَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute