وَالِدَتُهُ، فَلَمَّا رَآهَا أَكْرَمَهَا وَأَقْبَلَ عَلَيْهَا، وَانْبَسَطَ مَعَهَا.
ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ خَاتَمًا مِنْ إِصْبُعِهَا، وَجَعَلَ يُقَلِّبُهُ وَيَعْبَثُ بِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ أَحْضَرَ خَصِيًّا لَهُ وَقَالَ لَهُ: انْطَلِقْ إِلَى بَيْتِ الْعَجُوزِ، وَقُلْ لِابْنَتِهَا تُسَلِّمُ الْحُقَّ الَّذِي فِيهِ الْحُلِيُّ، وَصِفَتُهُ كَذَا، وَهُوَ كَذَا كَذَا، وَهَذَا الْخَاتَمُ عَلَامَةٌ مِنْهَا.
فَمَضَى الْخَادِمُ، وَأَحْضَرَ الْحُقَّ، فَقَالَ لِلْعَجُوزِ: مَا هَذَا؟ فَلَمَّا رَأَتِ الْحُقَّ سُقِطَ فِي يَدِهَا، وَقَتَلَهَا، وَدَفَنَهَا فِي الدَّارِ، وَأَعْطَى الْحُقَّ لِصَاحِبِهِ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ شَيْئًا آخَرَ، وَقَالَ لَهُ: أَمَّا الْوَزِيرُ فَإِنِ انْتَقَمْتُ مِنْهُ الْآنَ يَنْكَشِفُ الْأَمْرُ، وَلَكِنْ سَأَجْعَلُ لَهُ ذَنْبًا آخُذُهُ بِهِ، فَتَرَكَهُ مُدَّةً يَسِيرَةً، وَجَعَلَ لَهُ جُرْمًا أَخَذَهُ بِهِ فَقَتَلَهُ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ اسْتَعْمَلَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى اللَّهِ الْخَلِيفَةُ عَلَى أَذْرَبِيجَانَ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَرَا الطَّائِيَّ الْمَوْصِلِيَّ، فَسَارَ إِلَيْهَا، وَجَمَعَ مَعَهُ جُمُوعًا كَثِيرَةً مِنْ خَوَارِجٍ وَغَيْرِهِمْ، وَكَانَ عَلَى أَذْرَبِيجَانَ الْعَلَاءُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَزْدِيُّ، وَهُوَ مَفْلُوجٌ، فَخَرَجَ فِي مِحَفَّةٍ لِيَمْنَعَ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ، فَقَاتَلَهُ، فَانْهَزَمَ عَسْكَرُ الْعَلَاءِ، وَأُخِذَ أَسِيرًا، وَاسْتَوْلَى مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى قَلْعَةِ الْعَلَاءِ، وَأَخَذَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ آلَافِ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَمَاتَ الْعَلَاءُ فِي يَدِهِ.
وَفِيهَا اسْتَعْمَلَ الْمُعْتَمِدُ عَلَى اللَّهِ عَلَى الْمَوْصِلِ الْخَضِرَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ التَّغْلِبِيَّ الْمَوْصِلِيَّ.
وَفِيهَا رَجَعَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ إِلَى طَبَرِسْتَانَ، وَأَحْرَقَ شَالُوسَ لِمُمَالَأَةِ أَهْلِهَا لِيَعْقُوبَ، وَأَقْطَعَ ضِيَاعَهُمْ لِلدَّيَالِمَةِ.
وَفِيهَا أَمَرَ الْمُعْتَمِدُ بِجَمْعِ حَاجِّ خُرَاسَانَ، وَالرَّيِّ وَطَبَرِسْتَانَ، وَجُرْجَانَ، وَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُ لَمْ يُوَلِّ يَعْقُوبَ خُرَاسَانَ، وَلَمْ يَكُنْ دُخُولُهُ خُرَاسَانَ وَأَسْرُهُ مُحَمَّدَ بْنَ طَاهِرٍ بِأَمْرِهِ.
وَفِيهَا قَتَلَ مُسَاوِرٌ الشَّارِيُّ يَحْيَى بْنَ جَعْفَرٍ الَّذِي كَانَ يَلِي خُرَاسَانَ، فَسَارَ مَسْرُورٌ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute