وَكَانَ بِهَا ابْنُ مَنْكَجُورَ الْبُخَارِيُّ، فَقَاتَلَهُ يَوْمَهُ إِلَى الْعَصْرِ، ثُمَّ قُتِلَ، وَانْصَرَفَ سُلَيْمَانُ عَنْ وَاسِطَ إِلَى جَنْبُلَاءَ لِيَعِيثَ وَيُخَرِّبَ، فَأَقَامَ هُنَاكَ تِسْعِينَ لَيْلَةً، وَعَسْكَرُهُمْ بِنَهْرِ الْأَمِيرِ.
ذِكْرُ وِزَارَةِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ لِلْخَلِيفَةِ - وَوِزَارَةِ الْحَسَنِ بْنِ مَخْلَدٍ، وَعَزْلِهِ
وَفِيهَا خَرَجَ سُلَيْمَانُ بْنُ وَهْبٍ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى سَامَرَّا وَشَيَّعَهُ الْمُوَفَّقُ، وَالْقُوَّادُ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى سَامَرَّا غَضِبَ عَلَيْهِ الْمُعْتَمِدُ وَحَبَسَهُ، وَقَيَّدَهُ، وَانْتَهَتْ دَارُهُ، وَاسْتَوْزَرَ الْحَسَنَ بْنَ مَخْلَدٍ فِي ذِي الْقَعْدَةِ، فَسَارَ الْمُوَفَّقُ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى سَامَرَّا، وَمَعَهُ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ وَهْبٍ، فَلَمَّا قَرُبَ مِنْ سَامَرَّا تَحَوَّلَ الْمُعْتَمِدُ إِلَى جَانِبِ الْغَرْبِيِّ فَعَسْكَرَ بِهِ (مُغَاضِبًا لِلْمُوَفَّقِ) ، وَاخْتَلَفَتِ الرُّسُلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُوَفَّقِ، وَاتَّفَقَا، وَخَلَعَ عَلَى الْمُوَفَّقِ، وَمَسْرُورٍ، وَكَيْغَلَغَ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُوسَى بْنِ بُغَا، وَأَطْلَقَ سُلَيْمَانَ بْنَ وَهْبٍ، وَعَادَ إِلَى الْجَوْسَقِ، وَهَرَبَ الْحَسَنُ بْنُ مَخْلَدٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ أَبِي الْأَصْبَغِ، وَهَرَبَ الْقُوَّادُ الَّذِينَ كَانُوا بِسَامَرَّا مَعَ الْمُعْتَمِدِ خَوْفًا مِنَ الْمُوَفَّقِ، فَوَصَلُوا إِلَى الْمَوْصِلِ وَجَبَوُا الْخَرَاجَ
ذِكْرُ وَفَاةِ أَمَاجُورَ، وَمُلْكِ ابْنِ طُولُونَ الشَّامَ وَطَرَسُوسَ، وَقَتْلِ سِيمَا الطَّوِيلِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ أَمَاجُورُ مُقْطَعَ دِمَشْقَ، وَوَلِيَ ابْنُهُ مَكَانَهُ، فَتَجَهَّزَ ابْنُ طُولُونَ لِيَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فَيَمْلِكَهُ، فَكَتَبَ إِلَى ابْنِ أَمَاجُورَ يَذْكُرُ لَهُ أَنَّ الْخَلِيفَةَ قَدْ أَقْطَعَهُ الشَّامَ وَالثُّغُورَ، فَأَجَابَهُ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، سَارَ أَحْمَدُ، وَاسْتَخْلَفَ بِمِصْرَ ابْنَهُ الْعَبَّاسَ، فَلَقِيَهُ ابْنُ أَمَاجُورَ (بِالرَّمْلَةِ فَأَقَرَّهُ عَلَيْهَا، وَسَارَ إِلَى دِمَشْقَ فَمَلَكَهَا وَأَقَرَّ قُوَّادَ أَمَاجُورَ) عَلَى أَقْطَاعِهِمْ، وَسَارَ إِلَى حِمْصَ فَمَلَكَهَا، وَكَذَلِكَ حَمَاةُ، وَحَلَبُ.
وَرَاسَلَ سِيمَا الطَّوِيلَ بِأَنْطَاكِيَّةَ يَدْعُوهُ إِلَى طَاعَتِهِ لِيُقِرَّهُ عَلَى وِلَايَتِهِ، فَامْتَنَعَ، فَعَاوَدَهُ فَلَمْ يُطِعْهُ، فَسَارَ أَحْمَدُ بْنُ طُولُونَ، فَحَصَرَهُ بِأَنْطَاكِيَّةَ، وَكَانَ سَيِّئَ السِّيرَةِ مَعَ أَهْلِ الْبَلَدِ، فَكَاتَبُوا أَحْمَدَ بْنَ طُولُونَ، وَدَلُّوهُ عَلَى عَوْرَةِ الْبَلَدِ، فَنَصَبَ عَلَيْهِ الْمَجَانِيقَ، وَقَاتَلَهُ، فَمَلَكَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute