شَرْكُبَ، وَهُوَ بِمَرْوَ، فَحَارَبُوهُ فَهَزَمُوهُ، وَعَادَ إِسْمَاعِيلُ (إِلَى مَحَازِلَ) (؟) وَذَلِكَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ، فَسَارَ شَرْكُبُ إِلَى هَرَاةَ، فَطَابَقَهُ مَهْدِيٌّ وَخَالَفَ رَافِعًا، فَقَصَدَهُمَا رَافِعٌ فَهَزَمَهُمَا.
وَأَمَّا شَرْكُبُ فَإِنَّهُ لَحِقَ بِعَمْرِو بْنِ اللَّيْثِ، وَأَمَّا مَهْدِيٌّ فَإِنَّهُ اخْتَفَى فِي سَرَبٍ، فَدُلَّ عَلَيْهِ رَافِعٌ، فَأَخَذَهُ، وَقَالَ لَهُ: تَبًّا لَكَ يَا قَلِيلَ الْوَفَاءِ! ثُمَّ عَفَا عَنْهُ وَخَلَّى سَبِيلَهُ، وَسَارَ رَافِعٌ إِلَى خُوَارِزْمَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ [وَمِائَتَيْنِ] ، فَجَبَى أَمْوَالَهَا، وَرَجَعَ إِلَى نَيْسَابُورَ.
ذِكْرُ الْحَوَادِثِ بِالْأَنْدَلُسِ وَبِإِفْرِيقِيَّةَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَيَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ صَاحِبُ الْأَنْدَلُسِ جَيْشًا مَعَ ابْنِهِ الْمُنْذِرِ إِلَى الْمُخَالِفِينَ عَلَيْهِ، فَقَصَدَ مَدِينَةَ سَرَقُسْطَةَ، فَأَهْلَكَ زَرْعَهَا، وَخَرَّبَ بَلَدَهَا، وَافْتَتَحَ حِصْنَ رُوطَةَ، فَأَخَذَ مِنْهُ عَبْدَ الْوَاحِدِ الرُّوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ أَشْجَعِ أَهْلِ زَمَانِهِ، وَتَقَدَّمَ إِلَى دَيْرِ تَرُوجَةَ، وَبَلَدِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْكَبِ بْنِ مُوسَى، فَهَتَكَهُمَا بِالْغَارَةِ، وَقَصَدَ مَدِينَةَ لَارَدَةَ، وَقَرْطَاجَةَ، فَكَانَ فِيهَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى، فَحَارَبَهُ، فَأَذْعَنَ إِسْمَاعِيلُ بِالطَّاعَةِ، وَتَرَكَ الْخِلَافَ، وَأَعْطَى رَهَائِنَهُ عَلَى ذَلِكَ، وَقَصَدَ مَدِينَةَ أَنْقَرَةَ وَهِيَ لِلْمُشْرِكِينَ، فَافْتَتَحَ هُنَالِكَ حُصُونًا وَعَادَ.
وَفِيهَا أَوْقَعَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْأَغْلَبِ بِأَهْلِ بَلَدِ الزَّابِ، وَكَانَ قَدْ حَضَرَ وُجُوهُهُمْ عِنْدَهُ، فَأَحْسَنَ إِلَيْهِمْ، وَوَصَلَهُمْ، وَكَسَاهُمْ، وَحَمَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلَ أَكْثَرَهُمْ، حَتَّى الْأَطْفَالَ، وَحَمَلَهُمْ عَلَى الْعَجَلِ إِلَى حُفْرَةٍ فَأَلْقَاهُمْ فِيهَا.
وَفِيهَا سَارَتْ سَرِيَّةٌ بِصِقِلِّيَةَ مُقَدَّمُهَا رَجُلٌ يُعْرَفُ بِأَبِي الثَّوْرِ، فَلَقِيَهُمْ جَيْشُ الرُّومِ، فَأُصِيبَ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ غَيْرَ سَبْعَةِ نَفَرٍ.
وَعُزِلَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ صِقِلِّيَةَ، وَوَلِيَهَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، فَبَثَّ السَّرَايَا فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute