للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِدَّةً مِنْ كُوَرِ خُرَاسَانَ خَرَاجَهَا لِبِضْعِ عَشْرَةَ سَنَةٍ، فَأَفْقَرَ أَهْلَهَا وَأَخْرَبَهَا.

وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ الْحَسَنِيِّينَ، وَالْحُسَيْنِيِّينَ (بِالْحِجَازِ) ، وَالْجَعْفَرِيِّينَ، فَقُتِلَ مِنَ الْجَعْفَرِيِّينَ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ، وَخَلَّصُوا الْفَضْلَ بْنَ الْعَبَّاسِ الْعَبَّاسِيَّ عَامِلَ الْمَدِينَةِ.

وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ، عَقَدَ هَارُونُ بْنُ الْمُوَفَّقِ لِابْنِ أَبِي السَّاجِ عَلَى الْأَنْبَارِ، وَطَرِيقِ الْفُرَاتِ، وَالرَّحْبَةِ، وَوَلِيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكُوفَةَ وَسَوَادَهَا، فَلَقِيَ مُحَمَّدَ الْهَيْصَمَ الْعِجْلِيَّ، فَانْهَزَمَ الْهَيْصَمُ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عِيسَى بْنُ الشَّيْخِ بْنِ السَّلِيلِ الشَّيْبَانِيُّ، وَبِيَدِهِ أَرْمِينِيَّةُ، وَدِيَارُ بَكْرٍ.

وَفِيهَا لَعَنَ الْمُعْتَمِدُ أَحْمَدَ بْنَ طُولُونَ فِي دَارِ الْعَامَّةِ وَأَمَرَ بِلَعْنِهِ عَلَى الْمَنَابِرِ، وَوَلَّى إِسْحَاقَ بْنَ كُنْدَاجِيقَ عَلَى أَعْمَالِ ابْنِ طُولُونَ، وَفَوَّضَ إِلَيْهِ مِنْ بَابِ الشَّمَّاسِيَّةِ إِلَى إِفْرِيقِيَّةَ، وَوَلِيَ شُرْطَةَ الْخَاصَّةِ.

وَكَانَ سَبَبُ هَذَا اللَّعْنِ أَنَّ ابْنَ طُولُونَ قَطَعَ خُطْبَةَ الْمُوَفَّقِ، وَأَسْقَطَ اسْمَهُ مِنَ الطِّرَازِ، فَتَقَدَّمَ الْمُوَفَّقُ إِلَى الْمُعْتَمِدِ بِلَعْنِهِ، فَفَعَلَ مُكْرَهًا، لِأَنَّ هَوَى الْمُعْتَمِدِ كَانَ مَعَ ابْنِ طُولُونَ.

وَفِيهَا كَانَتْ وَقْعَةٌ بَيْنَ ابْنِ أَبِي السَّاجِّ، وَالْأَعْرَابِ، فَهَزَمُوهُ، ثُمَّ بَيَّتَهُمْ فَقَتَلَ مِنْهُمْ وَأَسَرَ، وَوَجَّهَ بِالرُّءُوسِ، وَالْأَسْرَى إِلَى بَغْدَاذَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>