وَالثُّغُورِ الشَّامِيَّةِ، وَالْجَزْرِيَّةِ، وَإِصْلَاحِهَا، مُضَافًا إِلَى مَا كَانَ يَتَقَلَّدُهُ مِنَ الْبَرِيدِ بِهَا.
وَفِيهَا كَانَ بِالْبَصْرَةِ رِيحٌ صَفْرَاءُ، ثُمَّ عَادَتْ خَضْرَاءَ، ثُمَّ سَوْدَاءَ، ثُمَّ تَتَابَعَتِ الْأَمْطَارُ بِمَا لَمْ يَرَوْا مِثْلَهُ، ثُمَّ وَقَعَ بَرَدٌ كِبَارٌ، وَزْنُ الْبَرَدَةِ مِائَةٌ وَخَمْسُونَ دِرْهَمًا فِيمَا قِيلَ.
وَفِيهَا مَاتَ الْخَلِيلُ بْنُ رِمَالٍ بِحُلْوَانَ.
وَفِيهَا وَلَّى الْمُعْتَضِدُ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي السَّاجِ أَعْمَالَ أَذْرَبِيجَانَ، وَأَرْمِينِيَّةَ، وَكَانَ قَدْ تَغَلَّبَ عَلَيْهَا وَخَالَفَ، وَبَعَثَ إِلَيْهِ بِخِلَعٍ.
وَفِيهَا غَزَا رَاغِبٌ مَوْلَى الْمُوَفَّقِ فِي الْبَحْرِ، فَغَنِمَ مَرَاكِبَ كَثِيرَةً، فَضَرَبَ أَعْنَاقَ ثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الرُّومِ كَانُوا فِيهَا، وَأَحْرَقَ الْمَرَاكِبَ، وَفَتَحَ حُصُونًا كَثِيرَةً، وَعَادَ سَالِمًا وَمَنْ مَعَهُ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الشَّيْخِ، وَقَامَ بَعْدَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ بِآمِدَ وَمَا يَلِيهَا، عَلَى سَبِيلِ التَّغَلُّبِ، فَسَارَ الْمُعْتَضِدُ إِلَى آمِدَ بِالْعَسَاكِرِ، وَمَعَهُ ابْنُهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيٌّ الْمُكْتَفِي فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَجَعَلَ طَرِيقَهُ عَلَى الْمَوْصِلِ، فَوَصَلَ آمِدَ، وَحَصَرَهَا إِلَى رَبِيعٍ الْآخَرِ مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ، وَنَصَبَ عَلَيْهَا الْمَجَانِيقَ، فَأَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى يَطْلُبُ الْأَمَانَ لِنَفْسِهِ، وَلِمَنْ مَعَهُ، وَلِأَهْلِ الْبَلَدِ، فَأَمَّنَهُمُ الْمُعْتَضِدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَلَدَ، فَخَلَعَ عَلَيْهِ الْمُعْتَضِدُ وَأَكْرَمَهُ، وَهَدَمَ سُورَهَا.
ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الشَّيْخِ يُرِيدُ الْهَرَبَ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ.
وَفِيهَا وَجَّهَ هَارُونُ بْنُ خُمَارَوَيْهِ إِلَى الْمُعْتَضِدِ لِيَسْأَلَهُ أَنْ يُقَاطِعَهُ عَلَى مَا فِي يَدِهِ وَيَدِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute