فَارِسَ إِلَى سِجِسْتَانَ، فَسَيَّرُوا إِلَيْهِ جَيْشًا، فَلَقُوهُ وَهُوَ وَعَسْكَرُهُ قَدْ أَهْلَكَهُمُ التَّعَبُ، فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا، وَاسْتَوْلَوْا عَلَى عَسْكَرِهِ، وَكَتَبَ الْأَمِيرُ أَحْمَدُ إِلَى الْمُقْتَدِرِ بِذَلِكَ، وَبِالْفَتْحِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ يَشْكُرُهُ عَلَى ذَلِكَ، وَيَأْمُرُهُ بِحَمْلِ سُبْكَرِيٍّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ اللَّيْثِ، إِلَى بَغْدَاذَ، فَسَيَّرَهُمَا، وَأُدْخِلَا بَغْدَاذَ مَشْهُورَيْنِ عَلَى فِيلَيْنِ، وَأَعَادَ الْمُقْتَدِرُ رُسُلَ أَحْمَدَ، صَاحِبِ خُرَاسَانَ، وَمَعَهُمُ الْهَدَايَا وَالْخِلَعُ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِيهَا أَطْلَقَ الْأَمِيرُ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَمَّهُ إِسْحَاقَ بْنَ أَحْمَدَ مِنْ مَحْبِسِهِ، وَأَعَادَهُ إِلَى سَمَرْقَنْدَ وَفَرْغَانَةَ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَبَرْتَاي، وَقُنْبُجُ الْخَادِمُ أَمِيرُ فَارِسَ، فَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمِسْمَعِيَّ، وَأَضَافَ إِلَيْهِ كَرْمَانَ.
وَفِيهَا جُعِلَتْ أُمُّ مُوسَى الْهَاشِمِيَّةُ قَهْرَمَانَةَ دَارِ الْمُقْتَدِرِ بِاللَّهِ، فَكَانَتْ تُؤَدِّي الرَّسَائِلَ مِنَ الْمُقْتَدِرِ وَأُمِّهِ، إِلَى الْوَزِيرِ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا لِأَنَّ لَهَا فِيمَا بَعْدُ مِنَ الْحُكْمِ فِي الدَّوْلَةِ مَا أَوْجَبَ ذِكْرَهَا، وَإِلَّا كَانَ الْإِضْرَابُ عَنْهَا أَوْلَى.
وَفِيهَا غَزَا الْقَاسِمُ بْنُ سِيمَا الصَّائِفَةَ.
وَفِيهَا فِي رَجَبٍ، تُوُفِّيَ الْمُظَفَّرُ بْنُ جَاخَ، أَمِيرُ الْيَمَنِ، وَحُمِلَ إِلَى مَكَّةَ وَدُفِنَ بِهَا، وَاسْتَعْمَلَ الْخَلِيفَةُ عَلَى الْيَمَنِ بَعْدَهُ مُلَاحِظًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute