(بِكَوْرَةِ رَيَّةَ وَحِصْنِ بُبَشْتَرَ) فَحَارَبَهُ، حَتَّى صَلَحَتِ الْبِلَادُ بِنَاحِيَتِهِ، وَكَانَ مَنْ بِطُلَيْطِلَةَ أَيْضًا (قَدْ خَالَفُوا) ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى عَادُوا إِلَى الطَّاعَةِ، وَلَمْ يَزَلْ يُقَاتِلُ الْمُخَالِفِينَ حَتَّى أَذْعَنُوا لَهُ، وَأَطَاعُوا نَيِّفًا وَعِشْرِينَ سَنَةً، فَاسْتَقَامَتِ الْبِلَادُ، وَأَمِنَتْ فِي دَوْلَتِهِ، وَمَضَى لِحَالِ سَبِيلِهِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمِسْمَعِيُّ عَنْ فَارِسَ وَكَرْمَانَ وَاسْتُعْمِلَ عَلَيْهَا بَدْرٌ الْحَمَّامِيُّ، وَكَانَ بَدْرٌ يَتَقَلَّدُ أَصْبَهَانَ، وَاسْتُعْمِلَ بَعْدَهُ عَلَى أَصْبَهَانَ عَلِيُّ بْنُ وَهْسُوذَانَ الدَّيْلَمَيُّ.
وَفِيهَا وَرَدَ الْخَبَرُ إِلَى بَغْدَاذَ، وَرَسُولٌ مِنْ عَامِلِ بَرْقَةَ، وَهِيَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ وَمَا بَعْدَهَا بِأَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ لِمِصْرَ وَمَا وَرَاءَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلِ الْمَغْرِبِ بِخَبَرِ خَارِجِيٍّ خَرَجَ عَلَيْهِمْ، وَأَنَّهُمْ ظَفِرُوا بِهِ وَبِعَسْكَرِهِ، وَقَتَلُوا مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا، (وَوَصَلَ عَلَى يَدِ الرَّسُولِ مِنْ أُنُوفِهِمْ وَآذَانِهِمْ شَيْءٌ كَثِيرٌ) .
وَفِيهَا كَثُرَتِ الْأَمْرَاضُ وَالْعِلَلُ بِبَغْدَاذَ.
وَفِيهَا كَلِبَتِ الْكِلَابُ وَالذِّئَابُ بِالْبَادِيَةِ، فَأَهْلَكَتْ خَلْقًا كَثِيرًا.
وَفِيهَا وُلِّيَ بِشْرٌ الْأَفْشِينِيُّ طَرَسُوسَ.
وَفِيهَا قُلِّدَ مُؤْنِسٌ الْمُظَفَّرُ الْحَرَمَيْنِ وَالثُّغُورَ.
(وَفِيهَا انْقَضَّتِ الْكَوَاكِبُ انْقِضَاضًا كَثِيرًا إِلَى جِهَةِ الْمَشْرِقِ) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute