فَسَارَ إِلَى أَسْتِرَابَاذَ، وَاسْتَصْحَبَ مَعَهُ عِيَالَ أَصْحَابِهِ وَمُخَلَّفِيهِمْ، وَأَقَامَ بِهَا مَعَ أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ النَّاصِرِ، ثُمَّ سَمِعَ سِيمَجُورُ بِظَفَرِ أَصْحَابِهِ، فَعَادَ إِلَيْهِمْ، وَأَقَامَ بِجُرْجَانَ، ثُمَّ اعْتَلَّ سُرْخَابُ وَمَاتَ، وَرَجَعَ ابْنُ النَّاصِرِ إِلَى سَارِيَةَ وَاسْتَخْلَفَ مَاكَانَ بْنَ كَالِي عَلَى أَسْتِرَابَاذَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ الدَّيْلَمُ، وَقَدَّمُوهُ وَأَمَّرُوهُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ.
ثُمَّ سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَلْغَمِيُّ وَسِيمَجُورُ إِلَى بَابِ أَسْتِرَابَاذَ، وَحَارَبُوا مَاكَانَ بْنَ كَالِي، فَلَمَّا طَالَ مُقَامُهُمُ اتَّفَقُوا مَعَهُ عَلَى أَنْ يَخْرُجَ عَنِ أَسْتِرَابَاذَ إِلَى سَارِيَةَ، وَبَذَلُوا لَهُ عَلَى هَذَا مَالًا لِيَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهُمْ قَدِ افْتَتَحُوهَا، ثُمَّ يَنْصَرِفُونَ عَنْهَا وَيَعُودُ إِلَيْهَا، فَفَعَلَ وَسَارَ إِلَى سَارِيَةَ، ثُمَّ رَحَلُوا عَنْ أَسْتِرَابَاذَ، فَلَمَّا سَارُوا عَنْهَا عَادَ إِلَيْهَا مَاكَانُ بْنُ كَالِي، فَفَارَقَهَا بُغْرَا، (إِلَى جُرْجَانَ، وَأَسَاءَ السِّيرَةَ فِي أَهْلِهَا، وَخَرَجَ إِلَيْهِ مَاكَانُ، فَرَجَعَ بُغْرَا) إِلَى نَيْسَابُورَ، وَأَقَامَ مَاكَانُ بِجُرْجَانَ، وَنَحْنُ نَذْكُرُ ابْتِدَاءً حَالَ مَاكَانَ، وَنَنْقُلُهَا عِنْدَ قَتْلِهِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.
ذِكْرُ خُرُوجِ إِلْيَاسَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَسَدٍ السَّامَانِيِّ
ثُمَّ خَرَجَ إِلْيَاسُ (بْنُ إِسْحَاقَ) بْنِ أَحْمَدَ، الْمُقَدَّمُ ذِكْرُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ أَبِيهِ وَانْهَزَمَ إِلَى فَرْغَانَةَ، فَلَمَّا بَلَغَ فَرْغَانَةَ أَقَامَ بِهَا إِلَى أَنْ خَرَجَ ثَانِيًا، وَاسْتَعَانَ عِنْدَ خُرُوجِهِ بِمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَتٍّ، وَجَمَعَ مِنَ التُّرْكِ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ ثَلَاثُونَ أَلْفَ عَنَانٍ، فَقَصَدَ سَمَرْقَنْدَ مُشَاقًّا لِلسَّعِيدِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ نَصْرٌ أَبَا عَمْرٍو، وَمُحَمَّدَ بْنَ أَسَدٍ وَغَيْرَهُ فِي أَلْفَيْنِ وَخَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ، فَكَمَنُوا خَارِجَ سَمَرْقَنْدَ يَوْمَ وُرُودِ إِلْيَاسَ فَلَمَّا وَرَدَهَا، وَاشْتَغَلَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ بِالنُّزُولِ، خَرَجَ الْكَمِينُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِ الشَّجَرِ، وَوَضَعُوا السُّيُوفَ فِيهِمْ، فَانْهَزَمَ إِلْيَاسُ وَأَصْحَابُهُ، فَوَصَلَ إِلْيَاسُ إِلَى فَرْغَانَةَ، وَوَصَلَ ابْنُ مَتٍّ إِلَى أَسْبِيجَابَ، وَمِنْهَا إِلَى نَاحِيَةِ طِرَازَ، فَكُوتِبَ دِهْقَانُ النَّاحِيَةِ الَّتِي نَزَلَهَا، وَأُطْمِعَ، وَقَبَضَ عَلَيْهِ وَقَتَلَهُ، وَأَنْفَذَ رَأْسَهُ إِلَى بُخَارَى.
وَكَانَ ابْنُ مَتٍّ شُجَاعًا، وَكَانَ قَدْ سَخَّرَ جِمَالًا عِنْدَ خُرُوجِهِ، فَجَاءَ أَصْحَابُهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute