وَتَجَهَّزَ يُوسُفُ، وَضَمَّ إِلَيْهِ الْمُقْتَدِرُ بِاللَّهِ الْعَسَاكِرَ مَعَ وَصِيفٍ الْبُكْتُمْرِيِّ وَسَارَ عَنْ بَغْدَاذَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، وَأَمَرَ أَنْ يَجْعَلَ طَرِيقَهُ عَلَى الْمَوْصِلِ، وَيَنْظُرَ فِي أُمُورِ دِيَارِ رَبِيعَةَ، فَقَدِمَ إِلَى الْمَوْصِلِ، وَنَظَرَ فِي الْأَعْمَالِ، وَسَارَ إِلَى أَذْرَبِيجَانَ، فَرَأَى غُلَامَهُ سُبُكًا قَدْ مَاتَ.
وَفِيهَا قُلِّدَ نَازُوكُ الشُّرْطَةَ بِبَغْدَاذَ.
وَفِيهَا وَصَلَتْ هَدِيَّةٌ إِلَى أَبِي زُقْبُورٍ الْحُسَيْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَادِرَانِيِّ مِنْ مِصْرَ وَفِيهَا بَغْلَةٌ، وَمَعَهَا فِلْوٌ يَتْبَعُهَا، وَيَرْضَعُ مِنْهَا، وَغُلَامٌ طَوِيلُ اللِّسَانِ، يَلْحَقُ لِسَانُهُ أَرْنَبَةَ أَنْفِهِ.
وَفِيهَا قَبَضَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى أُمِّ مُوسَى الْقَهْرَمَانَةِ، وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّهَا زَوَّجَتِ ابْنَةَ أُخْتِهَا مِنْ أَبِي الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَى اللَّهِ، وَكَانَ مُحْسِنًا، لَهُ نِعْمَةٌ ظَاهِرَةٌ، وَمُرُوءَةٌ حَسَنَةٌ، وَكَانَ يُرَشَّحُ لِلْخِلَافَةِ، فَلَمَّا صَاهَرَتْهُ أَكْثَرَتْ مِنَ النِّثَارِ وَالدَّعَوَاتِ، وَخَسِرَتْ أَمْوَالًا جَلِيلَةً، فَتَكَلَّمَ أَعْدَاؤُهَا، وَسَعَوْا بِهَا إِلَى الْمُقْتَدِرِ، وَقَالُوا إِنَّهَا قَدْ سَعَتْ لِأَبِي الْعَبَّاسِ فِي الْخِلَافَةِ، وَحَلَّفَتْ لَهُ الْقُوَّادَ، (وَكَثُرَ الْقَوْلُ عَلَيْهَا) ، فَقَبَضَ عَلَيْهَا، وَأَخَذَ مِنْهَا أَمْوَالًا عَظِيمَةً وَجَوَاهِرَ نَفِيسَةً.
(وَفِيهَا غَزَا الْمُسْلِمُونَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، فَغَنِمُوا وَسَلِمُوا) .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute