للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَالَ عَلَى الْأَجْنَادِ؟ فَقَالَ: ظَنَنْتُ أَنَّهُ يَقْدِرُ عَلَى قِتَالِ الْقَرَامِطَةِ، وَامْتَنَعَ مِنْ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ مُنْفِقٌ.

فَقَالَ لَهُ: كَيْفَ اسْتَجَزْتَ فِي الدِّينِ وَالْمُرُوءَةِ ضَرْبَ حُرَمِ الْمُصَادَرِينَ وَتَسْلِيمَهُنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ، كَامْرَأَةِ ابْنِ الْفُرَاتِ وَغَيْرِهِ، فَإِنْ كَانُوا فَعَلُوا مَا لَا يَجُوزُ أَلَسْتَ أَنْتَ السَّبَبَ فِي ذَلِكَ؟

ثُمَّ سَأَلَهُ عَنِ الْحَاصِلِ لَهُ، وَعَنْ إَخْرَاجَاتِهِ، فَخَلَطَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: غَرَّرْتَ (بِنَفْسِكَ، وَغَرَّرْتَ) بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا قُلْتَ لَهُ إِنَّنِي لَا أَصْلُحُ لِلْوِزَارَةِ، فَقَدْ كَانَ الْفُرْسُ، إِذَا (أَرَادُوا أَنْ) يَسْتَوْزِرُوا وَزِيرًا، نَظَرُوا فِي تَصَرُّفِهِ لِنَفْسِهِ (فَإِنْ وَجَدُوهُ حَازِمًا، ضَابِطًا، وَلَّوْهُ، وَإِلَّا قَالُوا: مَنْ لَا يُحْسِنُ يُدَبِّرُ نَفْسَهُ) فَهُوَ عَنْ غَيْرِ ذَلِكَ أَعْجَزُ، وَتَرَكُوهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ إِلَى مَحْبِسِهِ.

ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ السَّامَانِيَّةِ عَلَى الرَّيِّ

لَمَّا اسْتَدْعَى الْمُقْتَدِرُ يُوسُفَ بْنَ أَبِي السَّاجِ إِلَى وَاسِطَ كَتَبَ إِلَى السَّعِيدِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ السَّامَانِيِّ بِوِلَايَةِ الرَّيِّ، وَأَمَرَهُ بِقَصْدِهَا، وَأَخْذِهَا مِنْ فَاتِكٍ غُلَامِ يُوسُفَ، فَسَارَ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ إِلَيْهَا، أَوَائِلَ سَنَةِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، فَوَصَلَ إِلَى جَبَلِ قَارِنٍ، فَمَنَعَهُ أَبُو نَصْرٍ الطَّبَرِيُّ مِنَ الْعُبُورِ، فَأَقَامَ هُنَاكَ، فَرَاسَلَهُ، وَبَذَلَ لَهُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ حَتَّى مَكَّنَهُ مِنَ الْعُبُورِ، فَسَارَ حَتَّى قَارَبَ الرَّيَّ فَخَرَجَ فَاتِكٌ عَنْهَا، وَاسْتَوْلَى نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ عَلَيْهَا فِي

<<  <  ج: ص:  >  >>