الْخُمُورِ، وَكَانُوا يُبْغِضُونَهُ لِذَلِكَ، ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى أَنْ يَسْتَقْدِمُوا هَرُوسِنْدَانَ وَهُوَ أَحَدُ رُؤَسَاءِ الْجِيلِ، وَكَانَ خَالَ مَرْدَاوِيجَ وَوَشْمَكِيرَ، لِيُقَدِّمُوهُ عَلَيْهِمْ، وَيَقْبِضُوا عَلَى الْحَسَنِ الدَّاعِي، وَيُنَصِّبُوا أَبَا الْحَسَنِ بْنَ الْأُطْرُوشِ، وَيَخْطُبُوا لَهُ.
وَكَانَ هَرُوسِنْدَانُ مَعَ أَحْمَدَ الطَّوِيلِ بِالدَّامِغَانِ بَعْدَ مَوْتِ صُعْلُوكٍ، فَوَقَفَ أَحْمَدُ عَلَى ذَلِكَ، فَكَتَبَ إِلَى الْحَسَنِ الدَّاعِي يُعْلِمُهُ، فَأَخَذَ حِذْرَهُ، فَلَمَّا قَدِمَ هَرُوسِنْدَانُ لَقِيَهُ مَعَ الْقُوَّادِ، وَأَخَذَهُمْ إِلَى قَصْرِهِ بِجُرْجَانَ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا، وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى مَا عَزَمُوا عَلَيْهِ، وَكَانَ قَدْ وَافَقَ خَوَاصَّ أَصْحَابِهِ عَلَى قَتْلِهِمْ، وَأَمَرَهُمْ بِمَنْعِ أَصْحَابِ أُولَئِكَ الْقُوَّادِ مِنَ الدُّخُولِ، فَلَمَّا دَخَلُوا دَارَهُ قَابَلَهُمْ عَلَى مَا يُرِيدُونَ [أَنْ] يَفْعَلُوهُ، وَمَا أَقْدَمُوا عَلَيْهِ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ الَّتِي أَحَلَّتْ لَهُ دِمَاءَهُمْ، ثُمَّ أَمَرَ بِقَتْلِهِمْ عَنْ آخِرِهِمْ، وَأَخْبَرَ أَصْحَابَهُمُ الَّذِينَ بِبَابِهِ بِقَتْلِهِمْ، وَأَمْرَهُمْ بِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَاشْتَغَلُوا بِالنَّهْبِ، وَتَرَكُوا أَصْحَابَهُمْ، وَعَظُمَ قَتْلُهُمْ عَلَى أَقْرِبَائِهِمْ وَنَفَرُوا عَنْهُ، فَلَمَّا كَانَتْ هَذِهِ الْحَادِثَةُ تَخَلَّوْا عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ.
وَلَمَّا قُتِلَ اسْتَوْلَى أَسْفَارٌ عَلَى بِلَادِ طَبَرِسْتَانَ، وَالرَّيِّ، وَجُرْجَانَ، وَقَزْوِينَ، وَزَنْجَانَ، وَأَبْهَرَ، وَقُمَّ، وَالْكَرْخِ، وَدَعَا لِصَاحِبِ خُرَاسَانَ، وَهُوَ السَّعِيدُ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَقَامَ بِسَارِيَةَ، وَاسْتَعْمَلَ عَلَى آمُلَ هَارُونَ بْنَ بَهْرَامَ، وَكَانَ هَارُونُ يَحْتَاجُ أَنْ يَخْطُبَ فِيهَا لِأَبِي جَعْفَرٍ الْعَلَوِيِّ، وَخَافَ أَسْفَارٌ نَاحِيَةَ أَبِي جَعْفَرٍ أَنْ يُجَدِّدَ لَهُ فِتْنَةً وَحَرْبًا، فَاسْتَدْعَى هَارُونَ إِلَيْهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدِ أَعْيَانِ آمُلَ، وَيُحْضِرَ عُرْسَهُ أَبَا جَعْفَرٍ وَغَيْرَهُ مِنْ رُؤَسَاءِ الْعَلَوِيِّينَ، فَفَعَلَ ذَلِكَ فِي يَوْمٍ ذَكَرَهُ أَسْفَارٌ، ثُمَّ سَارَ أَسْفَارٌ مِنْ سَارِيَةَ مُجِدًّا فَوَافَى آمُلَ وَقْتَ الْمَوْعِدِ، وَهَجَمَ [عَلَى] دَارِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute