للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيهَا سَارَ الدُّمُسْتُقُ قَرْقَاشُ فِي خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الرُّومِ، فَنَازَلَ مَلَطْيَةَ وَحَصَرَهَا مُدَّةً طَوِيلَةً، وَهَلَكَ أَكْثَرُ أَهْلِهَا بِالْجُوعِ، وَضَرَبَ خَيْمَتَيْنِ عَلَى إِحْدَاهُمَا صَلِيبٌ، وَقَالَ: مَنْ أَرَادَ النَّصْرَانِيَّةَ، انْحَازَ إِلَى خَيْمَةِ الصَّلِيبِ لِيَرُدَّ عَلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَمَنْ أَرَادَ الْإِسْلَامَ، انْحَازَ إِلَى الْخَيْمَةِ الْأُخْرَى، وَلَهُ الْأَمَانُ عَلَى نَفْسِهِ، وَنُبَلِّغُهُ مَأْمَنَهُ، فَانْحَازَ أَكْثَرُ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْخَيْمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الصَّلِيبُ، طَمَعًا فِي أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ، وَسَيَّرَ مَعَ الْبَاقِينَ بِطْرِيقًا يُبَلِّغُهُمْ مَأْمَنَهُمْ، وَفَتَحَهَا بِالْأَمَانِ مُسْتَهَلَّ جُمَادَى الْآخِرَةِ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَمَلَكُوا سُمَيْسَاطَ، وَخَرَّبُوا الْأَعْمَالَ وَأَكْثَرُوا الْقَتْلَ، وَفَعَلُوا الْأَفَاعِيلَ الشَّنِيعَةَ، وَصَارَ أَكْثَرُ الْبِلَادِ فِي أَيْدِيهِمْ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَدِيٍّ أَبُو نُعَيْمٍ الْفَقِيهُ الْجُرْجَانِيُّ الْإِسْتِرَابَاذِيُّ وَأَبُو عَلِيٍّ الرُّوذْبَارِيُّ الصُّوفِيُّ، وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، (وَقِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ) [وَثَلَاثِمِائَةٍ] . وَفِيهَا تُوُفِّيَ خَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّسَّاجُ الصُّوفِيُّ مِنْ أَهْلِ سَامَرَا، وَكَانَ مِنَ الْأَبْدَالِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ الصُّوفِيُّ الْمَشْهُورُ، وَهُوَ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>