الرَّقَّةِ وَدِيَارِ مُضَرَ، فَسَارَ إِلَى الرَّقَّةِ فَحَصَرَهَا سَبْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا، فَحَارَبَهُ أَهْلُهَا وَهَزَمُوهُ، وَوَثَبَ أَهْلُ الرَّحْبَةِ بِأَصْحَابِهِ وَعُمَّالِهِ، فَقَتَلُوهُمْ لِشِدَّةِ ظُلْمِهِمْ، وَسُوءِ مُعَامَلَتِهِمْ.
فَلَمَّا عَادَ مِنَ الرَّقَّةِ، وَضَعَ السَّيْفَ فِي أَهْلِهَا، فَقَتَلَ مِنْهُمْ مَقْتَلَةً عَظِيمَةً، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ حَاجِبَهُ يَارُوخُ فِي جَيْشٍ، فَاقْتَتَلُوا عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ، فَانْهَزَمَ جُمَانُ، فَوَقَعَ فِي الْفُرَاتِ فَغَرِقَ، وَاسْتَأْمَنَ أَصْحَابُهُ إِلَى يَارُوخَ، وَأُخْرِجَ جُمَانُ مِنَ الْمَاءِ فَدُفِنَ مَكَانُهُ.
ذِكْرُ مِلْكِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ طَبَرِسْتَانَ وَجُرْجَانَ
وَفِيهَا فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، اجْتَمَعَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ، وَالْحَسَنُ بْنُ الْفَيْرُزَانِ، وَقَصَدَا بِلَادَ وَشْمَكِيرَ، فَالْتَقَاهُمَا وَشْمَكِيرُ وَانْهَزَمَ مِنْهُمَا، وَمَلَكَ رُكْنُ الدَّوْلَةِ طَبَرِسْتَانَ، وَسَارَ مِنْهَا إِلَى جُرْجَانَ فَمَلَكَهَا، وَاسْتَأْمَنَ مِنْ قُوَّادِ وَشْمَكِيرَ مِائَةٌ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ قَائِدًا، فَأَقَامَ الْحَسَنُ بْنُ الْفَيْرُزَانِ بِجُرْجَانَ، وَمَضَى وَشْمَكِيرُ إِلَى خُرَاسَانَ مُسْتَجِيرًا وَمُسْتَنْجِدًا لِإِعَادَةِ بِلَادِهِ، فَكَانَ مَا نَذْكُرُهُ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي صَفَرٍ، ظَهَرَ كَوْكَبٌ لَهُ ذَنَبٌ طُولُهُ نَحْوَ ذِرَاعَيْنِ فِي الْمَشْرِقِ، وَبَقِيَ نَحْوَ عَشَرَةُ أَيَّامٍ وَاضْحَمَلَّ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ سَلَامَةُ الطُّولُونِيُّ الَّذِي كَانَ حَاجِبَ الْخُلَفَاءِ، فَأَخَذَ مَالَهُ وَعِيَالَهُ، وَسَارَ إِلَى الشَّامِ أَيَّامَ الْمُسْتَكْفِي، فَمَاتَ هُنَاكَ، وَلَمَّا سَارَ عَنْ بَغْدَاذَ، أُخِذَ مَالُهُ فِي الطَّرِيقِ وَمَاتَ (هُوَ الْآنَ) ، فَذَهَبَتْ نِعْمَتُهُ وَنَفْسُهُ حَيْثُ ظَنَّ السَّلَامَةَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute