للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمَوْتُ الْفَجْأَةِ، وَكُلُّ مَنِ افْتَصَدَ، انْصَبَّ إِلَى ذِرَاعَيْهِ مَادَّةٌ حَادَّةٌ عَظِيمَةٌ، تَبِعَهَا حُمَّى حَادَّةٌ، وَمَا سَلِمَ أَحَدٌ مِمَّنِ افْتَصَدَ، وَكَانَ الْمَطَرُ مَعْدُومًا.

وَفِيهَا تَجَهَّزَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ وَسَارَ نَحْوَ الْمَوْصِلِ لِقَصْدِ نَاصِرِ الدَّوْلَةِ بِسَبَبِ مَا فَعَلَهُ، فَرَاسَلَهُ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ، وَبَذَلَ لَهُ مَالًا، وَضَمِنَ الْبِلَادَ مِنْهُ كُلَّ سَنَةٍ بِأَلْفَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَحُمِلَ إِلَيْهِ مِثْلُهَا، فَعَادَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بِسَبَبِ خَرَابِ بِلَادِهِ لِلْفِتْنَةِ الْمَذْكُورَةِ، وَلِأَنَّهُ لَمْ يَثِقْ بِأَصْحَابِهِ.

ثُمَّ إِنَّ نَاصِرَ الدَّوْلَةِ مَنَعَ حَمْلَ الْمَالِ، فَسَارَ إِلَيْهِ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ عَلَى مَا نَذْكُرُهُ.

وَفِيهَا نَقُصَ الْبَحْرُ ثَمَانِينَ بَاعًا، فَظَهَرَتْ فِيهِ جَزَائِرُ وَجِبَالٌ لَمْ تُعْرَفْ قَبْلُ ذَلِكَ.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مَعْقِلٍ الْأُمَوِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْمَعْرُوفُ بِالْأَصَمِّ، وَكَانَ عَالِيَ الْإِسْنَادِ فِي الْحَدِيثِ، وَصَحِبَ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ صَاحِبَ الشَّافِعِيِّ، وَرَوَى عَنْهُ كُتُبَ الشَّافِعِيِّ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ (بْنِ أَحْمَدَ) بْنِ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ الْبُخَارِيُّ الْأَمِينُ.

وَفِيهَا كَانَتْ بِالْعِرَاقِ وَبِلَادِ الْجِبَالِ وَقُمَّ وَنَوَاحِيهَا زَلَازِلُ كَثِيرَةٌ مُتَتَابِعَةٌ دَامَتْ نَحْوَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا تَسْكُنُ وَتَعُودُ، فَتَهَدَّمَتِ الْأَبْنِيَةُ، وَغَارَتِ الْمِيَاهُ، وَهَلَكَ تَحْتَ الْهَدْمِ مِنَ الْأُمَمِ الْكَثِيرُ، وَكَذَلِكَ كَانَتْ زَلْزَلَةٌ (بِالرَّيِّ وَنَوَاحِيهَا مُسْتَهَلَّ ذِي الْحِجَّةِ، أَخْرَبَتْ كَثِيرًا مِنَ الْبَلَدِ، وَهَلَكَ مِنْ أَهْلِهَا كَثِيرٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>