للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَطْلُبُ الصُّلْحَ، فَاسْتَقَرَّ الْحَالُ بَيْنَهُمْ، وَاصْطَلَحُوا عَلَى أَنْ تَكُونَ دِيَارُ بَكْرٍ لِبَاذٍ، وَالنِّصْفُ مِنْ طَوْرِ عَبْدِينَ أَيْضًا، وَانْحَدَرَ زَيَّارٌ إِلَى بَغْدَاذَ، وَأَقَامَ سَعْدٌ بِالْمَوْصِلِ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُلِّدَ أَبُو طَرِيفٍ عِلْيَانُ بْنُ ثُمَالَ الْخَفَاجِيُّ حِمَايَةَ الْكُوفَةِ، وَهِيَ أَوَّلُ إِمَارَةِ بَنِي ثُمَالَ.

وَفِيهَا خَطَبَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بِالْأَهْوَازِ لِفَخْرِ الدَّوْلَةِ، وَخَطَبَ لَهُ أَبُو طَاهِرِ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَةِ بِالْبَصْرَةِ، وَنَقْشَا اسْمَهُ عَلَى السِّكَّةِ.

وَفِيهَا خُطِبَ لِصَمْصَامِ الدَّوْلَةِ بِعُمَانَ، وَكَانَتْ لِشَرَفِ الدَّوْلَةِ، وَنَائِبُهُ بِهَا أُسْتَاذُ هُرْمُزَ، فَصَارَ مَعَ صَمْصَامِ الدَّوْلَةِ، فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى شَرَفِ الدَّوْلَةِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ جَيْشًا، فَانْهَزَمَ أُسْتَاذُ هُرْمُزَ وَأُخِذَ أَسِيرًا، وَعَادَتْ عُمَانُ إِلَى شَرَفِ الدَّوْلَةِ، وَحُبِسَ أُسْتَاذُ هُرْمُزَ فِي بَعْضِ الْقِلَاعِ وَطُولِبَ بِمَالٍ كَثِيرٍ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ كَامَةَ، مُقَدَّمُ عَسْكَرِ رُكْنِ الدَّوْلَةِ.

وَفِيهَا أَفْرَجَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ عَنْ أَبِي مَنْصُورِ بْنِ صَالِحَانَ وَاسْتَوْزَرَهُ، وَقَبَضَ عَلَى وَزِيرِهِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ فَسَانْجِسَ.

وَفِيهَا أَرْسَلَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ رَسُولًا إِلَى الْقَرَامِطَةِ، فَلَمَّا عَادَ قَالَ: إِنَّ الْقَرَامِطَةَ سَأَلُونِي عَنِ الْمَلِكِ فَأَخْبَرْتُهُمْ (بِحُسْنِ سِيرَتِهِ) فَقَالُوا: مِنْ ذَلِكَ أَنَّهُ اسْتَوْزَرَ ثَلَاثَةً فِي سَنَةٍ لِغَيْرِ سَبَبٍ، فَلَمْ يُغَيِّرْ شَرَفُ الدَّوْلَةِ بَعْدَ هَذَا (عَلَى وَزِيرِهِ) أَبِي مَنْصُورِ بْنِ صَالِحَانَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>