للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَالْمُنْهَزِمِ عَنْ حَلَبَ، وَوَصَلَ مَلِكُ الرُّومِ فَنَزَلَ عَلَى بَابِ حَلَبَ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ أَبُو الْفَضَائِلِ وَلُؤْلُؤٌ، وَعَادَ إِلَى حَلَبَ، وَرَحَلَ بَسِيلُ إِلَى الشَّامِ، فَفَتَحَ حِمْصَ وَشَيْزَرَ وَنَهَبَهُمَا، وَسَارَ إِلَى طَرَابُلُسَ فَنَازَلَهَا، فَامْتَنَعَتْ عَلَيْهِ، وَأَقَامَ عَلَيْهَا نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَلَمَّا أَيِسَ مِنْهَا عَادَ إِلَى بِلَادِ الرُّومِ.

وَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى الْعَزِيزِ عَظُمَ عَلَيْهِ، وَنَادَى فِي النَّاسِ بِالنَّفِيرِ لِغَزْوِ الرُّومِ، وَبَرَزَ مِنَ الْقَاهِرَةِ، وَحَدَثَ بِهِ أَمْرَاضٌ مَنَعَتْهُ، وَأَدْرَكَهُ الْمَوْتُ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَزَلَ الْمَنْصُورُ، صَاحِبُ إِفْرِيقِيَّةَ، نَائِبَهُ فِي الْبِلَادِ يُوسُفَ، وَاسْتَعْمَلَ بَعْدَهُ (عَلَى الْبِلَادِ) أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي الْعَرَبِ.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْقَائِدُ جَوْهَرٌ، بَعْدَ عَزْلِهِ، وَجَوْهَرٌ هَذَا هُوَ الَّذِي فَتَحَ مِصْرَ لِلْمُعِزِّ الْعَلَوِيِّ.

وَفِيهَا قَبَضَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ عَلَى وَزِيرِهِ أَبِي نَصْرٍ سَابُورَ بِالْأَهْوَازِ، وَاسْتَوْزَرَ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ يُوسُفَ.

(وَفِيهَا أَيْضًا قَبَضَ بَهَاءُ الدَّوْلَةِ) عَلَى أَبِي نَصْرٍ خُوَاشَاذَهْ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ، بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ خُوزِسْتَانَ، وَكَانَ سَبَبُ قَبْضِهِمَا أَنَّ أَبَا نَصْرٍ كَانَ شَحِيحًا، فَلَمْ يُوَاصِلِ ابْنَ الْمُعَلِّمِ بِخَدَمِهِ وَهَدَايَاهُ، فَشَرَعَ فِي الْقَبْضِ عَلَيْهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>