خَرَجَ وَصَلَتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّهُمْ نَهَبُوا سَوَادَ الْكُوفَةِ، (وَقَتَلُوا طَائِفَةً مِنَ الْجُنْدِ، وَأَتَى أَهْلُ الْكُوفَةِ مُسْتَغِيثِينَ) ، فَسَيَّرَ فَخْرُ الْمُلْكِ إِلَيْهِمْ عَسْكَرًا، وَكَتَبَ إِلَى ابْنِ مَزْيَدٍ وَغَيْرِهِ بِمُحَارَبَتِهِمْ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ، وَأَوْقَعَ بِهِمْ بِنَهْرِ الرُّمَّانِ وَأَسَرَ مُحَمَّدَ بْنَ ثِمَالٍ وَجَمَاعَةً مَعَهُ، وَنَجَا سُلْطَانٌ، وَأُدْخِلَ الْأَسْرَى إِلَى بَغْدَاذَ مُشَهَّرِينَ وَحُبِسُوا.
وَهَبَّ عَلَى الْمُنْهَزِمِينَ مِنْ بَنِي خَفَاجَةَ رِيحٌ شَدِيدَةٌ حَارَّةٌ، فَقَتَلَتْ مِنْهُمْ نَحْوَ خَمْسِمِائَةِ رَجُلٍ، وَأَفْلَتَ مِنْهُمْ جَمَاعَةٌ مِمَّنْ كَانُوا أُسِرُوا مِنَ الْحُجَّاجِ، وَكَانُوا يَرْعَوْنَ إِبِلَهُمْ وَغَنَمَهُمْ، فَعَادُوا إِلَى بَغْدَاذَ، فَوَجَدَ بَعْضُهُمْ نِسَاءَهُمْ قَدْ تَزَوَّجْنَ وَوَلَدْنَ، وَاقْتُسِمَتْ تَرِكَاتُهُمْ.
ذِكْرُ اسْتِيلَاءِ طَاهِرِ بْنِ هِلَالٍ عَلَى شَهْرَزُورَ
قَدْ ذَكَرْنَا حَالَ شَهْرَزُورَ، وَأَنَّ بَدْرَ بْنَ حَسَنَوَيْهِ سَلَّمَهَا إِلَى عَمِيدِ الْجُيُوشِ، فَجَعَلَ فِيهَا نُوَّابَهُ. فَلَمَّا كَانَ الْآنَ سَارَ طَاهِرُ بْنُ هِلَالِ بْنِ بَدْرٍ إِلَى شَهْرَزُورَ، وَقَاتَلَ مَنْ بِهَا مِنْ عَسْكَرِ فَخْرِ الْمُلْكِ، وَأَخَذَهَا مِنْهُمْ فِي رَجَبٍ، فَلَمَّا سَمِعَ الْوَزِيرُ الْخَبَرَ أَرْسَلَ إِلَى طَاهِرٍ يُعَاتِبُهُ، وَيَأْمُرُهُ بِإِطْلَاقِ مَنْ أُسِرَ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَفَعَلَ، وَلَمْ تَزَلْ شَهْرَزُورُ بِيَدِ طَاهِرٍ إِلَى أَنْ قَتَلَهُ أَبُو الشَّوْكِ، وَأَخَذَهَا مِنْهُ، وَجَعَلَهَا لِأَخِيهِ مُهَلْهِلٍ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مَزْيَدٍ الْأَسَدِيُّ إِلَى أَبِي الشَّوْكِ عَلَى عَزْمِ مُحَارَبَتِهِ، فَاصْطَلَحَا مِنْ غَيْرِ حَرْبٍ وَتَزَوَّجَ ابْنُهُ أَبُو الْأَغَرِّ دُبَيْسُ بْنُ عَلِيٍّ بِأُخْتِ أَبِي الشَّوْكِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute