وَاتَّصَلَ بِفَخْرِ الْمُلْكِ، فَاتَّهَمَهُ الْقَادِرُ بِاللَّهِ لِأَنَّهُ مِنْ مِصْرَ، فَأَبْعَدَهُ فَخْرُ الْمُلْكِ، فَقَصَدَ قِرْوَاشًا بِالْمَوْصِلِ، فَكَتَبَ لَهُ، ثُمَّ عَادَ عَنْهُ وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الْحَالُ إِلَى أَنْ وَزَرَ بَعْدَ مُؤَيِّدِ الْمُلْكِ الرُّخَّجِيِّ.
وَكَانَ خَبِيثًا، مُحْتَالًا، حَسُودًا، إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ ذُو فَضِيلَةٍ سَأَلَهُ عَنْ غَيْرِهَا لِيُظْهِرَ لِلنَّاسِ جَهْلَهُ.
وَفِيهَا، فِي الْمُحَرَّمِ، قَدِمَ مُشَرِّفُ الدَّوْلَةِ إِلَى بَغْدَاذَ، وَلَقِيَهُ الْقَادِرُ بِاللَّهِ فِي الطَّيَّارِ، وَعَلَيْهِ السَّوَادُ، وَلَمْ يَلْقَ قَبْلَهُ أَحَدًا مِنْ مُلُوكِ بَنِي بُوَيْهِ.
وَفِيهَا قُتِلَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ سَهْلَانَ، قَتَلَهُ نَبْكِيرُ بْنُ عِيَاضٍ عِنْدَ إِيذَجَ.
ذِكْرُ الْفِتْنَةِ بِمَكَّةَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ يَوْمُ النَّفْرِ الْأَوَّلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ مِصْرَ، بِإِحْدَى يَدَيْهِ سَيْفٌ مَسْلُولٌ، وَفِي الْأُخْرَى دَبُّوسٌ، بَعْدَمَا فَرَغَ الْإِمَامُ مِنَ الصَّلَاةِ، فَقَصَدَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ كَأَنَّهُ يَسْتَلِمُهُ، فَضَرَبَ الْحَجَرَ ثَلَاثَ ضَرَبَاتٍ بِالدَّبُّوسِ، وَقَالَ: إِلَى مَتَى يُعْبَدُ الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ وَمُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ؟ فَلْيَمْنَعْنِي مَانِعٌ مِنْ هَذَا، فَإِنِّي أُرِيدُ [أَنْ] أَهْدِمَ الْبَيْتَ. فَخَافَ أَكْثَرُ الْحَاضِرِينَ وَتَرَاجَعُوا عَنْهُ، وَكَادَ يُفْلِتُ فَثَارَ بِهِ رَجُلٌ فَضَرَبَهُ بِخِنْجَرٍ فَقَتَلَهُ، وَقَطَّعَهُ النَّاسُ وَأَحْرَقُوهُ، وَقُتِلَ مِمَّنِ اتُّهِمَ بِمُصَاحَبَتِهِ جَمَاعَةٌ وَأُحْرِقُوا، وَثَارَتِ الْفِتْنَةُ، وَكَانَ الظَّاهِرُ مِنَ الْقَتْلَى أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ رَجُلًا غَيْرَ مَنِ اخْتَفَى مِنْهُمْ.
وَأَلَحَّ النَّاسُ، ذَلِكَ الْيَوْمَ، عَلَى الْمَغَارِبَةِ وَالْمِصْرِيِّينَ بِالنَّهْبِ وَالسَّلْبِ، وَعَلَى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute