للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صَاحِبَ مِصْرَ، فَادَّعَى أَنَّهُ الْحَاكِمُ، وَقَدْ رَجَعَ بَعْدَ مَوْتِهِ، فَاتَّبَعَهُ جَمْعٌ مِمَّنْ يَعْتَقِدُ رَجْعَةَ الْحَاكِمِ، فَاغْتَنَمُوا خُلُوَّ دَارَ الْخَلِيفَةِ بِمِصْرَ مِنَ الْجُنْدِ وَقَصَدُوهَا مَعَ سُكَيْنٍ نِصْفَ النَّهَارِ، فَدَخَلُوا الدِّهْلِيزَ، فَوَثَبَ مَنْ هُنَاكَ مِنَ الْجُنْدِ، فَقَالَ لَهُمْ أَصْحَابُهُ: إِنَّهُ الْحَاكِمُ، فَارْتَاعوا لِذَلِكَ، ثُمَّ ارْتَابُوا بِهِ، فَقَبَضُوا عَلَى سُكَيْنٍ وَوَقَعَ الصَّوْتُ، وَاقْتَتَلُوا، فَتَرَاجَعَ الْجُنْدُ إِلَى الْقَصْرِ، وَالْحَرْبُ قَائِمَةٌ، فَقُتِلَ مِنْ أَصْحَابِهِ جَمَاعَةٌ، وَأُسِرَ الْبَاقُونَ وَصُلِبُوا أَحْيَاءً، وَرَمَاهُمُ الْجُنْدُ بِالنُّشَّابِ حَتَّى مَاتُوا.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ بِمَدِينَةِ تَبْرِيزَ، هَدَمَتْ قَلْعَتَهَا وَسُورَهَا وَدُورَهَا وَأَسْوَاقَهَا وَأَكْثَرَ دَارِ الْإِمَارَةِ، وَسَلِمَ الْأَمِيرُ لِأَنَّهُ كَانَ فِي بَعْضِ الْبَسَاتِينِ، فَأُحْصِيَ مَنْ هَلَكَ مِنْ أَهْلِ الْبَلَدِ، وَكَانُوا قُرْبًا مِنْ خَمْسِينَ أَلْفًا، وَلَبِسَ الْأَمِيرُ السَّوَادَ وَالْمُسُوحَ لِعَظَمِ الْمُصِيبَةِ، وَعَزَمَ عَلَى الصُّعُودِ إِلَى بَعْضِ قِلَاعِهِ، خَوْفًا مِنْ تَوَجُّهِ الْغُزِّ السَّلْجُوقِيَّةِ إِلَيْهِ، وَأَخْبَرَ بِذَلِكَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الرَّقِّيِّ الْعَلَوِيُّ النَّقِيبُ بِالْمَوْصِلِ.

وَفِيهَا قَتَلَ قِرْوَاشٌ كَاتِبَهُ أَبَا الْفَتْحِ بْنَ الْمُفَرَّجِ صَبْرًا.

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِيهَا تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ أَبُو ذَرٍّ الْهَرَوِيُّ الْحَافِظُ، أَقَامَ بِمَكَّةَ، وَتَزَوَّجَ مِنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>