وَنَصْرُ الدَّوْلَةِ بْنُ مَرْوَانَ بِدِيَارِ بَكْرٍ، وَلَقَّبَهُ الْخَلِيفَةُ مُحْيِي الدِّينِ، وَسَارَ إِلَى بَغْدَاذَ فِي مِائَةِ فَارِسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ لِئَلَّا تَخَافَهُ الْأَتْرَاك ُ.
فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى النُّعْمَانِيَّةِ لَقِيَهُ دُبَيْسُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَمَضَى إِلَى زِيَارَةِ الْمَشْهَدَيْنِ بِالْكُوفَةِ وَكَرْبَلَاءَ، وَدَخَلَ إِلَى بَغْدَاذَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَمَعَهُ وَزِيرُهُ ذُو السَّعَادَاتِ أَبُو الْفَرَجِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَسَانْجِسَ، وَوَعَدَهُ الْخَلِيفَةُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ، فَاسْتَعْفَى مِنْ ذَلِكَ، وَأَخْرَجَ عَمِيدُ الدَّوْلَةِ (أَبَا سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَأَخَاهُ كَمَالَ الْمُلْكِ وَزِيرَيْ جَلَالِ الدَّوْلَةِ) مِنْ بَغْدَاذَ، فَمَضَى أَبُو سَعْدٍ إِلَى تَكْرِيتَ، وَزُيِّنَتْ بَغْدَاذُ لِقُدُومِهِ، وَأَمَرَ فَخُلِعَ عَلَى أَصْحَابِ الْجُيُوشِ، وَهُمُ: الْبَسَاسِيرِيُّ، وَالنَّشَّاوُورِيُّ، وَالْهُمَامُ أَبُو اللِّقَاءِ، وَجَرَى مِنْ ولَاةِ الْعَرْضِ تَقْدِيمٌ لِبَعْضِ الْجُنْدِ وَتَأْخِيرٌ، فَشَغَبَ بَعْضُهُمْ وَقَتَلُوا وَاحِدًا مِنْ وُلَاةِ الْعَرْضِ بِمَرْأَى مِنَ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ، فَنَزَلَ فِي سُمَيْرِيَّةَ بِكِنْكِوَرَ، وَانْحَدَرَ خَوْفًا مِنِ انْخِرَاقِ الْهَيْبَةِ، وَأَصْعَدَ بِفَمِ الصِّلْحِ.
[وَفَاةُ الْجَرْجَرَائِيِّ]
وَفِي رَمَضَانَ مِنْهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْجَرْجَرَائِيُّ وَزِيرُ الظَّاهِرِ وَالْمُسْتَنْصِرِ الْخَلِيفَتَيْنِ، وَكَانَ فِيهِ كِفَايَةٌ وَشَهَامَةٌ وَأَمَانَةٌ، وَصَلَّى عَلَيْهِ الْمُسْتَنْصِرُ بِاللَّهِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ نَزَلَ الْأَمِيرُ أَبُو كَالِيجَارَ كُرْشَاسُفُ بْنُ عَلَاءِ الدَّوْلَةِ مِنْ كِنْكِوَرَ، وَقَصَدَ هَمَذَانَ فَمَلَكَهَا، وَأَزَاحَ عَنْهَا نُوَّابَ السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك، وَخَطَبَ لِلْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ، وَصَارَ فِي طَاعَتِه ِ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute