وَاسْتَقَرَّ مُلْكُهُ بِالْعِرَاقِ، وَخُوزِسْتَانَ، وَالْبَصْرَةِ، وَكَانَ بِالْبَصْرَةِ أَخُوهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ أَبِي كَالِيجَارَ. وَخَلَّفَ أَبُو كَالِيجَارَ مِنَ الْأَوْلَاد ِ: الْمَلِكَ الرَّحِيمَ، وَالْأَمِيرَ أَبَا مَنْصُورٍ فَلَاسَ، وَأَبَا طَالِبٍ كَامِرُّو، وَأَبَا الْمُظَفَّرِ بَهْرَامَ، وَأَبَا عَلِيٍّ كِيخُسْرُو، وَأَبَا سَعْدٍ خُسْرُوشَاهْ، وَثَلَاثَةَ بَنِينَ أَصَاغِرَ، فَاسْتَوْلَى ابْنُهُ أَبُو مَنْصُورٍ عَلَى شِيرَازَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ الْمَلِكُ الرَّحِيمُ أَخَاهُ أَبَا سَعْدٍ فِي عَسْكَرٍ، فَمَلَكُوا شِيرَازَ وَخَطَبُوا لِلْمَلِكِ الرَّحِيمِ، وَقَبَضُوا عَلَى الْأَمِيرِ أَبِي مَنْصُورٍ وَوَالِدَتِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي شَوَّال ٍ.
ذِكْرُ مُحَاصِرَةِ الْعَسَاكِرِ الْمِصْرِيَّةِ مَدِينَةَ حَلَبَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ وَصَلَتْ عَسَاكِرُ مِصْرَ إِلَى حَلَبَ فِي جَمْعٍ كَثِيرٍ فَحَصَرُوهَا وَبِهَا مُعِزُّ الدَّوْلَةِ أَبُو عَلْوَانَ ثَمَالُ بْنُ صَالِحٍ الْكِلَابِيُّ، فَجَمَعَ جَمْعًا كَثِيرًا بَلَغُوا خَمْسَةَ آلَافِ فَارِسٍ وَرَاجِلٍ، فَلَمَّا نَزَلُوا عَلَى حَلَبَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ ثَمَالُ، وَقَاتَلَهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا صَبَرَ فِيهِ لَهُمْ إِلَى اللَّيْلِ، ثُمَّ دَخَلَ الْبَلَدَ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ اقْتَتَلُوا إِلَى آخِرِ النَّهَارِ، وَصَبَرَ أَيْضًا ثَمَالُ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا الْيَوْمَ الثَّالِثَ.
فَلَمَّا رَأَى الْمِصْرِيُّونَ صَبْرَ ثَمَالَ، وَكَانُوا ظَنُّوا أَنَّ أَحَدًا لَا يَقُومُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، رَحَلُوا عَنِ الْبَلَدِ، فَاتَّفَقَ أَنَّ تِلْكَ اللَّيْلَةَ جَاءَ مَطَرٌ عَظِيمٌ لَمْ يَرَ النَّاسُ مِثْلَهُ، فَجَاءَتِ الْمُدُودُ إِلَى مَنْزِلِهِمْ، فَبَلَغَ الْمَاءُ مَا يُقَارِبُ قَامَتَيْنِ، وَلَوْ لَمْ يَرْحَلُوا لَغَرِقُوا، ثُمَّ رَحَلُوا إِلَى الشَّامِ الْأَعْلَى.
ذِكْرُ الْخُلْفِ بَيْنَ قِرْوَاشٍ وَالْأَكْرَادِ الْحُمَيْدِيَّةِ وَالْهَذْبَانِيَّةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ اخْتَلَفَ قِرْوَاشٌ وَالْأَكْرَادُ الْحُمَيْدِيَّةُ وَالْهَذْبَانِيَّةُ، وَكَانَ لِلْحُمَيْدِيَّةِ عِدَّةُ حُصُونٍ تُجَاوِرُ الْمَوْصِلَ، مِنْهَا الْعُقْرُ وَمَا قَارَبَهَا، وَلِلْهَذْبَانِيَّةِ قَلْعَةُ إِرْبِلَ وَأَعْمَالُهَا، وَكَانَ صَاحِبُ الْعُقْرِ حِينَئِذٍ أَبَا الْحَسَنِ بْنَ عَيْسَكَانَ الْحُمَيْدِيَّ، وَصَاحِبُ إِرْبِلَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مُوسَكَ الْهَذْبَانِيُّ، وَلَهُ أَخٌ اسْمُهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ مُوسَكَ، فَأَعَانَهُ الْحُمَيْدِيُّ عَلَى أَخْذِ إِرْبِلَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute