فَلَقِيَهُ مَنْ بِهَا مِنَ الْجُنْدِ وَقَاتَلُوهُ وَهَزَمُوهُ، فَعَادَ عَنْهَا، وَكَانَ قَبْلُ ذَلِكَ عِنْدَ قِرْوَاشٍ ثُمَّ عِنْدَ يَنَّالَ، وَلَمَّا سَمِعَ بِاسْتِقَامَةِ الْأُمُورِ لِلْمَلِكِ الرَّحِيمِ انْقَطَعَ أَمَلُهُ، وَلَمَّا سَارَ الْمَلِكُ الرَّحِيمُ عَنْ بَغْدَاذَ كَثُرَتِ الْفِتَنُ بِهَا، وَدَامَتْ بَيْنَ أَهْلِ بَابِ الْأَزَجِّ وَالْأَسَاكِفَةِ، (وَهُمُ السُّنَّةُ) فَأَحْرَقُوا عَقَارًا كَثِيرًا.
وَفِيهَا سَارَ سَعْدِي بْنُ أَبِي الشَّوْكِ مِنْ حُلَّةِ دُبَيْسِ بْنِ مَزْيَدٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ بَعْدَ أَنْ رَاسَلَهُ وَتَوَثَّقَ مِنْهُ، وَتَقَرَّرَ بَيْنَهُمَا أَنَّهُ كُلُّ مَا يَمْلِكُهُ سَعْدِي مِمَّا لَيْسَ بِيَدِ يَنَّالَ وَنُوَّابِهِ فَهُوَ لَهُ، فَسَارَ سَعْدِي إِلَى الدَّسْكَرَةِ، وَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ بِهَا مِنْ عَسْكَرِ بَغْدَاذَ (حَرْبٌ انْهَزَمُوا [فِيهَا] مِنْهُ، وَمَلَكَهَا وَمَا يَلِيهَا، فَسُيِّرَ إِلَيْهَا عَسْكَرٌ ثَانٍ مِنْ بَغْدَاذَ، فَقَتَلَ مُقَدَّمَهُمْ وَهَزَمَهُمْ، وَسَارَ مِنَ الدَّسْكَرَةِ وَتَوَسَّطَ تِلْكَ الْأَعْمَالَ بِالْقُرْبِ مِنْ بَعْقُوبَا، وَنَهَبَ أَصْحَابُهُ الْبِلَادَ، وَخَطَبُوا لِإِبْرَاهِيمَ يَنَّالَ.
وَفِيهَا كَانَ ابْتِدَاءُ الْوَحْشَةِ بَيْنَ مُعْتَمَدِ الدَّوْلَةِ قِرْوَاشِ بْنِ الْمُقَلِّدِ وَبَيْنَ أَخِيهِ زَعِيمِ الدَّوْلَةِ أَبِي كَامِلِ بْنِ الْمُقَلِّدِ، فَانْضَافَ قُرَيْشُ بْنُ بَدْرَانَ بْنِ الْمُقَلِّدِ إِلَى عَمِّهِ قِرْوَاشٍ، وَجَمَعَ جَمْعًا، وَقَاتَلَ عَمَّهُ أَبَا كَامِلٍ فَظَفِرَ وَنُصِرَ وَانْهَزَمَ أَبُو كَامِلٍ، وَلَمْ يَزَلْ قُرَيْشٌ يُغْرِي قِرْوَاشًا بِأَخِيهِ حَتَّى تَأَكَّدَتِ الْوَحْشَةُ، وَتَفَاقَمَ الشَّرُّ بَيْنَهُمَا.
وَفِيهَا خُطِبَ لِلْأَمِيرِ أَبِي الْعَبَّاسِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللَّهِ بِوِلَايَةِ الْعَهْدِ، وَلُقِّبَ ذَخِيرَةَ الدِّينِ وَوَلِيَّ عَهْدِ الْمُسْلِمِينَ.
وَفِيهَا فِي رَمَضَانَ قُتِلَ الْأَمِيرُ أَقْسُنْقُرُ بِهَمَذَانَ، قَتَلَهُ الْبَاطِنِيَّةُ لِأَنَّهُ كَانَ كَثِيرَ الْغَزْوِ إِلَيْهِمْ، وَالْقَتْلِ فِيهِمْ، وَالنَّهْبِ لِأَمْوَالِهِمْ، وَالتَّخْرِيبِ لِبِلَادِهِمْ، فَلَمَّا كَانَ الْآنَ قَصَدَ إِنْسَانًا مِنَ الزُّهَّادِ لِيَزُورَهُ، فَوَثَبَ عَلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْإِسْمَاعِيلِيَّةِ فَقَتَلُوه ُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute