للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ

وَفِيهَا وَصَلَ عَسْكَرٌ مِنْ مِصْرَ إِلَى حَلَبَ وَبِهَا صَاحِبُهَا ثَمَالُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مِرْدَاسٍ، فَخَافَهُمْ لِكَثْرَتِهِمْ فَانْصَرَفَ عَنْهَا، فَمَلَكَهَا الْمِصْرِيُّون َ.

وَفِيهَا فِي ذِي الْقَعْدَةِ ارْتَفَعَتْ سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَيْلًا، فَزَادَتْ ظُلْمَتُهَا عَلَى ظُلْمَةِ اللَّيْلِ، وَظَهَرَ فِي جَوَانِبِ السَّمَاءِ كَالنَّارِ الْمُضْطَرِمَةِ، (وَهَبَّتْ مَعَهَا رِيحٌ شَدِيدَةٌ قَلَعَتْ رَوَاشِنَ دَارِالْخَلِيفَةِ) ، وَشَاهَدَ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ مَا أَزْعَجَهُمْ وَخَوَّفَهُمْ، فَلَزِمُوا الدُّعَاءَ وَالتَّضَرُّعَ، فَانْكَشَفَتْ فِي بَاقِي اللَّيْل ِ.

وَفِيهَا فِي شَعْبَانَ سَارَ الْبَسَاسِيرِيُّ مِنْ بَغْدَاذَ إِلَى طَرِيقِ خُرَاسَانَ، وَقَصَدَ نَاحِيَةَ الدَّزْدَارَ وَمَلَكَهَا وَغَنِمَ مَا فِيهَا، وَكَانَ سَعْدِي بْنُ أَبِي الشَّوْكِ قَدْ مَلَكَهَا، وَقَدْ عَمِلَ لَهَا سُورًا وَحَصَّنَهَا، وَجَعَلَهَا مَعْقِلًا يَتَحَصَّنُ فِيهِ، وَيَدَّخِرُ بِهَا كُلَّ مَا يَغْنَمُهُ، فَأَخَذَهُ الْبَسَاسِيرِيُّ جَمِيعَه ُ.

وَفِيهَا مُنِعَ أَهْلُ الْكَرْخِ مِنَ النَّوْحِ وَفِعْلِ مَا جَرَتْ عَادَتُهُمْ بِفِعْلِهِ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَلَمْ يَقْبَلُوا، وَفَعَلُوا ذَلِكَ، فَجَرَى بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السُّنَّةِ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ قُتِلَ فِيهَا وَجُرِحَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، وَلَمْ يَنْفَصِلِ الشَّرُّ بَيْنَهُمْ حَتَّى عَبَرَ الْأَتْرَاكُ وَضَرَبُوا خِيَامَهُمْ عِنْدَهُمْ، فَكَفَّوْا حِينَئِذٍ، ثُمَّ شَرَعَ أَهْلُ الْكَرْخِ فِي بِنَاءِ سُورٍ عَلَى الْكَرْخِ، فَلَمَّا رَآهُمُ السُّنَّةُ مِنَ الْقَلَّائِينَ وَمَنْ يَجْرِي مُجْرَاهُمْ شَرَعُوا فِي بِنَاءِ سُورٍ عَلَى سُوقِ الْقَلَّائِينَ، وَأَخْرَجَ الطَّائِفَتَانِ فِي الْعِمَارَةِ مَالًا جَلِيلًا، وَجَرَتْ بَيْنَهُمَا فِتَنٌ كَثِيرَةٌ، وَبَطَلَتِ الْأَسْوَاقُ وَزَادَ الشَّرُّ، حَتَّى انْتَقَلَ كَثِيرٌ مِنَ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ فَأَقَامُوا بِهِ، وَتَقَدَّمَ الْخَلِيفَةُ إِلَى أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ النَّسَوِيِّ بِالْعُبُورِ وَإِصْلَاحِ الْحَالِ وَكَفِّ الشَّرِّ، فَسَمِعَ أَهْلُ الْجَانِبِ الْغَرْبِيِّ

<<  <  ج: ص:  >  >>