قُرْبِ الْبَطَائِحِ، فَنَهَبَ الْعَسْكَرُ مَا بَيْنَ وَاسِطَ وَالْبَصْرَةِ وَالْأَهْوَازِ.
وَأَصْعَدَ السُّلْطَانُ إِلَى بَغْدَاذَ فِي صَفَرٍ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] وَمَعَهُ أَبُو الْفَتْحِ بْنُ وَرَّامٍ، وَهَزَارُسِبْ بْنُ بِنْكِيرَ بْنِ عِيَاضٍ، وَدُبَيْسُ بْنُ مَزْيَدٍ، وَأَبُو عَلِيِّ ابْنُ الْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ، وَصَدَقَةُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ الْحُسَيْنِ وَغَيْرُهُمْ، وَاجْتَمَعَ السُّلْطَانُ بِالْخَلِيفَةِ، وَأَمَرَ الْخَلِيفَةُ بِعَمَلِ طَعَامٍ كَثِيرٍ حَضَرَهُ السُّلْطَانُ وَالْأُمَرَاءُ وَأَصْحَابُهُمْ، وَعَمِلَ السُّلْطَانُ أَيْضًا سِمَاطًا أَحْضَرَ فِي الْجَمَاعَةِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِمْ وَسَارَ إِلَى بِلَادِ الْجَبَلِ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ، وَجَعَلَ بِبَغْدَاذَ شِحْنَةَ الْأَمِيرِ بُرْسُقَ، وَضَمِنَهَا أَبُو الْفَتْحِ الْمُظَفَّرُ بْنُ الْحُسَيْنِ ثَلَاثَ سِنِينَ بِأَرْبَعِ مِائَةِ أَلْفِ دِينَارٍ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ.
فِي هَذِهِ السَّنَةِ عُزِلَ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْمُهْتَدِي مِنَ الْخَطَابَةِ بِجَامِعِ الْمَنْصُورِ لِأَنَّهُ خَطَبَ لِلْعَلَوِيِّ بِبَغْدَاذَ فِي الْفِتْنَةِ، وَأُقِيمُ مَقَامَهُ بِهَاءُ الشَّرَفِ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْوَدُودِ بْنِ الْمُهْتَدِي بِاللَّهِ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ مَحْمُودِ (بْنِ إِبْرَاهِيمَ) الزَّوْزَنِيُّ أَبُو الْحَسَنِ صَحِبَ أَبَا الْحَسَنِ الْحُصَرِيَّ، وَرَوَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، وَهُوَ الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ رِبَاطُ الزَّوْزَنِيِّ الْمُقَابِلُ لِجَامِعِ الْمَنْصُورِ.
وَفِيهَا، فِي جُمَادَى الْأُولَى، تُوُفِّيَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْفَتْحِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو طَالِبٍ الْعُشَارِيُّ، وَمَوْلِدُهُ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَسَمِعَ الدَّارَقُطْنِيَّ وَغَيْرَهُ.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute