للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَيْهِ تَمِيمٌ الْآنَ عَسْكَرًا كَثِيرًا، فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمْ قَائِدُ بْنُ مَيْمُونٍ عَلِمَ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِهِمْ، فَتَرَكَ الْقَيْرَوَانَ وَسَارَ إِلَى النَّاصِرِ، فَدَخَلَ عَسْكَرُ تَمِيمٍ الْقَيْرَوَانَ، وَخَرَّبُوا دُورَ الْقَائِدِ، وَسَارَ الْعَسْكَرُ إِلَى قَابِسَ، وَبِهَا ابْنُ خُرَاسَانَ، فَحَصَرُوهُ بِهَا سَنَةً وَشَهْرَيْنِ، ثُمَّ أَطَاعَ ابْنَ خُرَاسَانَ تَمِيمًا وَصَالَحَهُ.

وَأَمَّا قَائِدٌ فَإِنَّهُ أَقَامَ عِنْدَ النَّاصِرِ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمَرَاءِ الْعَرَبِ، فَاشْتَرَى مِنْهُمْ إِمَارَةَ الْقَيْرَوَانِ، فَأَجَابُوهُ إِلَى ذَلِكَ، فَعَادَ إِلَيْهَا فَبَنَى سُورَهَا وَحِصْنَهَا.

ذِكْرُ مُلْكِ شَرَفِ الدَّوْلَةِ الْأَنْبَارَ وَهَيْتَ وَغَيْرَهُمَا.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ مُسْلِمُ بْنُ قُرَيْشِ بْنِ بَدْرَانَ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، إِلَى السُّلْطَانِ أَلْب أَرْسَلَانَ، فَأَقْطَعَهُ الْأَنْبَارَ، وَهَيْتَ، وَحَرْبَى، وَالسِّنَّ، وَالْبَوَازِيجَ، وَوَصَلَ إِلَى بَغْدَاذَ فَخَرَجَ الْوَزِيرُ فَخْرُ الدَّوْلَةِ بْنُ جَهِيرٍ فِي الْمَوْكِبِ، فَلَقِيَهُ، وَنَزَلَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ بِالْحَرِيمِ الطَّاهِرِيِّ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ الْخَلِيفَةُ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ.

فِي (الْعَشْرِ الْأُوَلِ) مِنْ جُمَادَى الْأُولَى ظَهَرَ كَوْكَبٌ كَبِيرٌ لَهُ ذُؤَابَةٌ طَوِيلَةٌ بِنَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ عَرْضُهَا نَحْوَ ثَلَاثِ أَذْرُعِ، وَهِيَ مُمْتَدَّةٌ إِلَى وَسَطِ السَّمَاءِ، وَبَقِيَ إِلَى السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ وَغَابَ، ثُمَّ ظَهَرَ أَيْضًا آخِرَ الشَّهْرِ الْمَذْكُورِ، عِنْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ كَوْكَبٌ قَدِ اسْتَدَارَ نُورُهُ عَلَيْهِ كَالْقَمَرِ، فَارْتَاعَ النَّاسُ وَانْزَعَجُوا، وَلَمَّا أَظْلَمَ اللَّيْلُ صَارَ لَهُ ذَوَائِبَ نَحْوَ الْجَنُوبِ، وَبَقِيَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ اضْمَحَلَّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>