للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّفْحَ، وَاعْتَذَرُوا، فَعَفَا عَنْهُمْ، لَكِنَّهُ أَخَذَ أَمْوَالَ التُّجَّارِ فَغَنِمَ شَيْئًا عَظِيمًا.

فَلَمَّا وَصَلَ الْخَبَرُ إِلَى إِيَازَ عَادَ مِنَ الْجُوزَجَانِ إِلَى بَلْخَ، فَوَصَلَ غُرَّةَ جُمَادَى الْأُولَى، فَأَطَاعَهُ أَهْلُهَا، وَسَارَ عَنْهَا إِلَى تِرْمِذَ فِي عَشَرَةِ آلَافِ فَارِسٍ فِي الثَّالِثِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ جُمَادَى الْآخِرَةِ، فَلَقِيَهُمْ عَسْكَرُ أَلْتَكِينَ، فَانْهَزَمَ إِيَازُ، فَغَرِقَ مِنْ عَسْكَرِهِ فِي جَيْحُونَ أَكْثَرُهُمْ، وَقُتِلَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ، وَلَمْ يَنْجُ إِلَّا الْقَلِيلُ.

ذِكْرُ قَصْدِ صَاحِبِ غَزْنَةَ سَكْلَكَنْدَ.

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَيْضًا، فِي جُمَادَى الْأُولَى، وَرَدَتْ طَائِفَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْ عَسْكَرِ غَزْنَةَ إِلَى سَكْلَكَنْدَ، وَبِهَا عُثْمَانُ عَمُّ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ، وَيُلَقَّبُ بِأَمِيرِ الْأُمَرَاءِ، فَأَخَذُوهُ أَسِيرًا، وَعَادُوا بِهِ إِلَى غَزْنَةَ مَعَ خَزَائِنِهِ وَحَشَمِهِ، فَسَمِعَ الْأَمِيرُ كُمُشْتَكِينُ بُلْكَابِكْ، وَهُوَ مِنْ أَكَابِرِ الْأُمَرَاءِ، فَتَبِعَ آثَارَهُمْ، وَكَانَ مَعَهُ أَنُوشْتِكِينُ جَدُّ مُلُوكِ خُوَارِزْمَ فِي زَمَانِنَا، فَنَهَبُوا مَدِينَةَ سَكْلَكَنْدَ.

ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ وَعَمِّهِ قَاوَرْتَ بِكْ.

لَمَّا بَلَغَ قَاوَرْتُ بِكْ، وَهُوَ بِكَرْمَانَ، وَفَاةُ أَخِيهِ أَلْب أَرْسَلَانَ سَارَ طَلَبًا لِلرَّيِّ يُرِيدُ الِاسْتِيلَاءَ عَلَى الْمَمَالِكِ، فَسَبَقَهُ إِلَيْهَا السُّلْطَانُ مَلِكْشَاهْ وَنِظَامُ الْمُلْكِ، وَسَارَا (مِنْهَا إِلَيْهِ) ، فَالْتَقَوْا بِالْقُرْبِ مِنْ هَمَذَانَ فِي شَعْبَانَ، وَكَانَ الْعَسْكَرُ يَمِيلُونَ إِلَى قَاوَرْتَ بِكْ، فَحَمَلَتْ مَيْسَرَةُ قَاوَرْتَ عَلَى مَيْمَنَةِ مَلِكْشَاهْ، فَهَزَمُوهَا، وَحَمَلَ شَرَفُ الدَّوْلَةِ مُسْلِمُ بْنُ قُرَيْشٍ، وَبَهَاءُ الدَّوْلَةِ مَنْصُورُ بْنُ دُبَيْسِ بْنِ مَزْيَدٍ، وَهُمَا مَعَ مَلِكْشَاهْ، وَمَنْ مَعَهُمَا مِنَ الْعَرَبِ وَالْأَكْرَادِ، عَلَى مَيْمَنَةِ قَاوَرْتُ بِكْ فَهَزَمُوهَا، وَتَمَّتِ الْهَزِيمَةُ عَلَى

<<  <  ج: ص:  >  >>