للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْغَرِيقِ، وَكَانَ يُسَمَّى رَاهِبَ بَنِي الْعَبَّاسِ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ عَنِ الدَّارَقُطْنِيِّ وَابْنِ شَاهِينَ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ مَوْتُهُ بِبَغْدَاذَ.

وَفِيهَا قُتِلَ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ حَمْدَانَ بِمِصْرَ، قَتَلَهُ إِلْدِكْزُ التُّرْكِيُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ شَرْحُهُ مُسْتَوْفًى.

وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْإِمَامُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ، النَّيْسَابُورِيُّ، مُصَنِّفُ " الرِّسَالَةِ " وَغَيْرِهَا، وَكَانَ إِمَامًا، فَقِيهًا، أُصُولِيًّا، مُفَسِّرًا، كَاتِبًا، ذَا فَضَائِلَ جَمَّةٍ، وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ قَدْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ، فَرَكِبَهُ نَحْوَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَلَمَّا مَاتَ الشَّيْخُ لَمْ يَأْكُلِ الْفَرَسُ شَيْئًا فَعَاشَ أُسْبُوعًا وَمَاتَ.

وَفِيهَا أَيْضًا تُوُفِّيَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْفَضْلِ أَبُو مَنْصُورٍ، الْكَاتِبُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ صُرَّبَعْرَ، وَكَانَ نِظَامُ الْمُلْكِ قَالَ لَهُ أَنْتَ ابْنُ صُرَّدُرَّ لَا صُرَّبَعْرَ، فَبَقِيَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُجِيدِينَ، وَهَجَاهُ ابْنُ الْبَيَاضِيِّ فَقَالَ:

لَئِنْ نَبَزَ النَّاسُ قِدَمًا أَبَاكَ ... فَسَمَّوْهُ مِنْ شَعْرِهِ صُرَّ بَعْرَا

فَإِنَّكَ تُنْظِمُ مَا صَرَّهُ عُقُوقًا ... لَهُ، وَتُسَمِّيهِ شِعْرَا

وَهَذَا ظُلْمٌ مِنِ ابْنِ الْبَيَاضِيِّ، فَإِنَّهُ كَانَ شَاعِرًا مُحْسِنًا، وَمِنْ شِعْرِ ابْنِ صُرَّدُرَّ قَوْلُهُ:

تَزَاوَرْنَ عَنْ أَذَرِعَاتٍ يَمِينًا ... نَوَاشِزَ لَيْسَ يُطِقْنَ الْبُرِينَا

<<  <  ج: ص:  >  >>