للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَخَطَبَ بِهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، لِلْمُقْتَدِي بِأَمْرِ اللَّهِ الْخَلِيفَةِ الْعَبَّاسِيِّ، وَكَانَ آخِرُ مَا خُطِبَ فِيهَا لِلْعَلَوِيِّينَ الْمِصْرِيِّينَ، وَتَغَلَّبَ عَلَى أَكْثَرِ الشَّامِ، وَمَنَعَ الْأَذَانَ بِحَيِّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ، فَفَرِحَ أَهْلُهَا فَرَحًا عَظِيمًا، وَظَلَمَ أَهْلَهَا، وَأَسَاءَ السِّيرَةَ فِيهِمْ.

ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ.

فِي هَذِهِ السَّنَةِ مَلَكَ نَصْرُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ مِرْدَاسٍ مَدِينَةَ مَنْبِجَ وَأَخَذَهَا مِنَ الرُّومِ.

وَفِيهَا قَدِمَ سَعْدُ الدَّوْلَةِ كُوهَرَائِينْ شِحْنَةً إِلَى بَغْدَاذَ مِنْ عَسْكَرِ السُّلْطَانِ، وَمَعَهُ الْعَمِيدُ أَبُو نَصْرٍ نَاظِرًا فِي أَعْمَالِ بَغْدَاذَ.

وَفِيهَا وَثَبَ الْجُنْدُ بِالْبَطِيحَةِ عَلَى أَمِيرِهَا أَبِي نَصْرِ بْنِ الْهَيْثَمِ، وَخَالَفُوا عَلَيْهِ، فَهَرَبَ مِنْهُمْ، وَخَرَجَ مِنْ مِلْكِهِ وَالذَّخَائِرِ وَالْأَمْوَالِ الَّتِي جَمَعَهَا فِي الْمُدَّةِ الطَّوِيلَةِ، وَلَمْ يَصْحَبْهُ مِنْ ذَلِكَ جَمِيعِهِ شَيْءٌ، وَصَارَ نَزِيلًا عَلَى كُوهَرَائِينَ شِحْنَةِ الْعِرَاقِ.

وَفِيهَا انْفَجَرَ الْبُثُوقُ بِالْفَلُّوجَةِ، وَانْقَطَعَ الْمَاءُ مِنَ النِّيلِ وَغَيْرِهِ مِنْ تِلْكَ الْأَعْمَالِ مِنْ بِلَادِ دُبَيْسِ بْنِ مَزْيَدٍ، فَجَلَا أَهْلُ الْبِلَادِ، وَوَقَعَ الْوَبَاءُ فِيهِمْ، وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ إِلَى أَنْ سَدَّهُ عَمِيدُ الدَّوْلَةِ بْنُ جَهِيرٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] .

[الْوَفَيَاتُ]

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَقْرِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِغُلَامِ الْهَرَّاسِ الْوَاسِطِيُّ، بِهَا، وَكَانَ مُحَدِّثًا عَلَّامَةً فِي كَثِيرٍ مِنَ الْعُلُومِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>